نشر باتريك كوبرن في الإندبندنت مقال رصد فيه ما يراه أوجه شبه بين ما حدث في إيرلندا الشمالية أي الصراع بين الكاثوليك والبروتستانت و بين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في سبعينيات القرن الماضي.
ويوضح كوبرن قائلا “من الملائم تماما أنه في اليوم نفسه الذي كانت فيه الأزمة الإسرائيلية الفلسطينية تتفجر هذا الأسبوع، كان تحقيق في بلفاست يتحدث عن مقتل جماعي على يد الجيش البريطاني في بلفاست قبل نصف قرن”.
مذبحة باليمورفي
ويتحدث الكاتب عما أصبح يعرف باسم “مذبحة باليمورفي” التي وقعت بين 9 و11 أغسطس/ آب 1971، عندما أطلق النار على 10 أشخاص كاثوليكيين وقتلوا في منطقة الطبقة العاملة في باليمورفي غرب بلفاست.
ويقول كوبرن “ادعت الحكومة والجيش البريطانيان على مدى سنوات أن القتلى من مسلحي الجيش الجمهوري الإيرلندي أو كانوا يلقون قنابل حارقة. لكن التحقيق حسم الأمر هذا الأسبوع بالقول إن جميع القتلى من المدنيين الأبرياء – وإن تصرفات الجيش كانت غير مبررة. وقد اعتذر بوريس جونسون بلا تحفظ عن عمليات القتل”.
ويرى كوبرن أنه “من أوجه التشابه المهمة بين إيرلندا الشمالية آنذاك وإسرائيل/ غزة اليوم أنه، في الحالتين كلتيهما، كانت القوة العسكرية المفرطة للغاية ولا تزال تستخدم لمحاولة حل المشاكل السياسية التي لم تنجح إلا في تفاقمها.
ويضيف “في قضية إطلاق النار في باليمورفي، التي حدثت أثناء إدخال الاعتقال دون محاكمة، تمكنت الحكومة البريطانية فقط من نزع شرعية نفسها، ونشر الكراهية ضدها والعمل كرقيب للتجنيد في الجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت”.
ويعتقد كوبرن أنه “كما هو الحال في إيرلندا الشمالية قبل نصف قرن، تواصل أجهزة الأمن الإسرائيلية الإعلان عن فوزها بانتصارات شهيرة وقتل قادة أعداء، كما لو أن القادة المحليين من القوات شبه العسكرية لحركة حماس والجهاد الإسلامي كانوا من الفنيين العسكريين الذين لا يمكن تعويضهم”.
وهو يرى أن التشابه بين قصتي إسرائيل وإيرلندا الشمالية “يتجاوز الاستخدام المبالغ فيه وغير المنتج للتفوق العسكري لحل مشكلة سياسية. على المستوى الأساسي، يحتوي البلدان كلاهما على مجتمعين معاديين متساويين في الحجم تقريبا يعيشان متشابكين في مكان صغير”.
ويتابع: “يبلغ عدد الكاثوليك والبروتستانت في إيرلندا الشمالية حوالي مليون شخص، بينما يعيش في المنطقة الأكثر انقساما سياسيا بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط 14 مليون شخص، سبعة ملايين منهم يهود إسرائيليون وسبعة ملايين فلسطيني. قد تقسم المنطقة بجدران وحدود محصنة، لكنها في الأساس وحدة سياسية واحدة، كما أظهر انتشار العنف من القدس إلى غزة إلى إسرائيل والضفة الغربية في الأيام القليلة الماضية”.
ويرى كوبرن أن الحكومة البريطانية “ارتكبت خطأ فادحا في إيرلندا الشمالية عام 1971 باستخدام الجيش البريطاني لدعم ما كان يُطلق عليه أحيانا الدولة البرتقالية. هذا يعني أن الكاثوليك كان يجب أن يقبلوا وضعا من الدرجة الثانية في دولة يديرها البروتستانت، وهو أمر لن يفعله الكاثوليك أبدا بغض النظر عن قبولهم أو رفضهم للقوة الجسدية”.