يتميز إقليم درافور بتركيبة قبلية معقدة، فهو يحوي مجموعات من القبائل العربية والإفريقية، ولطالما نشبت صراعات دموية بين القبائل العربية وغير العربية أدت إلي سقوط العديد من القتلي، وهو ما حدث في ولاية غرب دارفور حيث قتل أكثر من 200 شخص في ابريل الماضي في مواجهات بين قبائل عربية وقبيلة المساليت الإفريقية، وهاهي اليوم تشهد نفس الولاية اقتتالا فظيعا في محلية كلبس، بين قبيلة القمر الغير عربية وقبيلة الرزيقات العربية، وهو ماراح ضحيته أكثر من 117 شخصًا من قبيلة القمر و أزيد من 20 آخرون من قبيلة الرزيقات، كما أدي هذا الإقتتال العنيف إلي حرق 14 قرية بالكامل بولاية غرب دارفور، وفقا لتقرير نشرته وكالة فرانس برس اليوم.
في حين أدان ممثل الأمين العام للامم المتحدة بالسودان فولكر بيرتس، أعمال العنف في دارفور ووصفها بأنها «غير مقبولة» .وكتب الاثنين على حسابه الرسمي على موقع تويتر «إنّ دائرة العنف المستمرة في دارفور غير مقبولة وتسلّط الضوء على الأسباب الجذرية الواجب معالجتها».
ويري مراقبون أن منظمة اليونيتامس في السودان وخصوصا في إقليم دارفور قد فشلت وأخفقت تماما في القيام بدورها المتمثل في إحقاق السلام والأمن في المنطقة، كما لوحظ من طرف محللين أن الوضع الأمني في دارفور أصبح أكثر خطورة من الماضي بقدوم هذه المنظمات الدولية وعلي رأسها منظمة اليونيتامس، ما جعل الكثير يعتقدون ان لهذه المنظمات دور في تأجيج الصراع وزيادة حدته.
كما أن السكان المحليين ضاقوا درعا بما تفعله قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من انتهاكات صريحة في حقهم، ما جعلهم يرفعون الكثير من الشكاوي لمنظمة اليونيتامس، ولكن دون جدوي فالأخيرة لم تقدم أي حلول للمشكلة بل وتجاهلت الشكاوي المقدمة من طرف السكان.
وقد طالب الكثير من السودانيين برحيل المنظمة من السودان وفي مقدمتهم فولكر بيرتس، داعين السلطات السودانية ومجلس الأمن لسحب هذه المنظمة من أراضيهم، ولكن يبدو ان الدول الأوروبية لم تعطي الأمر أهمية لما قد يترتب من فقدان مصالحهم في السودان برحيل اليونيتامس، فهي تخدم مصالحهم بطريقة أو بأخري.