صناعة ثورة الندامة.. من قبل الغرب

كمبردج انيليتكا هي شركة مقرها في لندن، وتملكها عائلة روبرت ميرسر الأمريكي واستيف بانون الذي عمل في إدارة ترمب مدةً. واشتُهرت الشركة بمساعدتها لحملة ترمب الانتخابية ضد هيلري كلنتون، وجراء قدراتها الرهيبة أسقطت مرشحين لمجلس الشيوخ الأميركي.. وفي بريطانيا، تدخلت في حملة البريكست «Brexit» الخاصة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وتستخدم كمبردج أنيليتكا أساليب للتأثير على الرأي العام وفقاً لما يرغب فيه الشخص أو الجهة المستعدة لدفع الأموال، بعد دراسةٍ للرأي العام، ثم التلاعب به، والتأثير على الأفكار بضخٍ كثيف لرسائل يشترك فيها خبراء في «القياس النفسي» مثل مايكل كوسينسكي، وتستخدم ما يعرف بالجاسوسية الرقمية. وعملت مع جون بولتون – الذي عمل مع ترمب ثم عاداه – في التأثير على المواقع الرقمية ومحطات التلفزيون.
ولم يتوارَ الرئيس التنفيذي للشركة عن القول في القناة الرابعة البريطانية: إنهم أثّروا على الانتخابات الأمريكية، وإنهم استخدموا أساليب خبيثة لتشويه سمعة السياسيين المناوئين لعملائهم، بما في ذلك استخدام العاهرات، معتمدين على شبكات غامضة ومقاولين يعملون في الخفاء وشركات وحسابات وهمية.
وللشركة خبراء للتأثير النفسي وسَوق الجماهير للاتجاه الذي يرغب فيه العميل باستخدام الرسالة الإعلامية المكثفة.. يمكنهم استخدام حتى الحروف لخلق صورة ذهنية سالبة عن الشخص الذي يستهدفونه، مثلما حولوا حرف «O» في عبارة «Clinton hOOked» لكلباش.
تقول الشركة: إنها «وكالة تغيير سلوك» عملت في بلاد عديدة.
ومعروف تأثيرها على الانتخابات الكينية عام 2013م.
وعملت لصالح الأقلية الهندية في انتخابات توباقو وترنداد باستخدام عبارة «Do So» مع صورة يدَين متقاطعتين، بما يعني قاطع الانتخابات ولا تصوت، وتم ضخها بكثافة شديدة.. ومَرّت الخِدعة لصرف الأكثرية السوداء عن التصويت فقاطعوا، وهكذا تمكّنت الأقلية الهندية من الفوز برئاسة البلاد.
وكانت «Do So» في تأثيرها مثل تأثير «تسقط بس» في السودان، التي اقترحتها كمبردج أنيليتكا منذ بداية المظاهرات.. ألا تذكرون أن «تسقط بس» نزلت جاهزة ومرفوعة في لافتات مطبوعة؟؟ وكذلك نزلت جاهزة: «حرية سلام وعدالة» ولم تكن هتافاً عفوياً تَوَلّد من داخل الجماهير المحتجة.
واعترفت كمبردج أنيليتكا بالعمل بقوة في زمبابوي وفينزويلا والسودان.. وكلها بلاد استهدف الغرب تغيير قياداتها.. ولأنه «من ثمارها تعرفونها»، فقد عرفنا أن من كان وراءها تمويلاً هي البلاد التي اجتهدت لسنوات لإسقاط البشير عبر المنظمات، التي دربت قيادات الحراك، الذين انكشف الآن أنهم مجرد عملاء.
أمّا ابني وابنك وبنتي وبنتك فقد ظنّوا – بتأثير الدعاية الطاغية – أنهم من صنع (الثورة) ولم تدرِ غالبيتهم حتى اليوم أنهم كانوا فقط قطعاناً ، أو طُعمة مدافع «Cannon Fodder»..كل هؤلاء الشباب سيطر عليهم الضخ الإعلامي عبر السوشيال ميديا، فأصابتهم متلازمة « شيخ المجانين»، وصدقوا أن «الكيزان حرامية».. مات بعضهم وهم يهتفون بــــ «متلازمة شيخ المجانين»، ليصنفوا شُهداء وجرحي يُهتف بأسمائهم ثم يطويهم النسيان، ليصعد الكرزايات على كراسي الحكم الوثيرة.

📍( لمعرفة المزيد عن كمبردج أنيليتكا يمكنك مشاهدة «Netflix» وماكتبته القارديان ونيويورك تايمز والأبزيرڤر ومشكلتها مع فيسبوك ).

             نواصل إن شاء الله. 

دكتور ياسر أبّشر عبدالمجيد