كشفت دراسة حديثة أن لقاح “فايزر بيونتك” المضاد لكورونا، يعمل بفعالية ضد سلالات الفيروس المتحورة، التي ظهرت قبل أسابيع في بريطانيا وجنوب إفريقيا ثم انتشرت في دول أخرى حول العالم.
وفي خضم الجهود التي تبذل لتطوير لقاحات مضادة لكورونا، تسببت الطفرات التي حدثت على الفيروس في قلق
العلماء من أن بعض اللقاحات قد لا تعمل ضد التحورات.
وكانت آخر الطفرات تلك التي ظهرت في بريطانيا وجنوب إفريقيا، وتسببت في تعزيز قدرة الفيروس على الانتشار
بشكل أسرع، مما قد يزيد الضغط على الأنظمة الصحية في البلدان التي يظهر بها، ويؤدي إلى وفيات إضافية من جراء “كوفيد 19“.
وإن كانت الدراسة الجديدة صغيرة، فإنها تعطي المزيد من الأمل على طريق مواجهة المرض الذي شل العالم وأثار
موجة من القلق بين بلدانه.
التعاون مع باحثين
وتعاونت شركة فايزر الأميركية مع باحثين من جامعة تكساس الأميركية لإجراء اختبارات معملية، لمعرفة إن
كانت الطفرة الجديدة التي تغير شكل البروتينات المحيطة بالفيروس تعيق قدرات اللقاح، حسب شبكة “فوكس نيوز” الأميركية.
واستخدم الباحثون عينات دم من 20 شخصا تلقوا لقاح “فايزر بيونتك”، وفي المعمل نجحت الأجسام المضادة التي
تكونت لديهم في صد الفيروس المتحور.
ورغم صغر حجم العينة، فإن فيليب دورميتسر كبير المسؤولين العلميين في “فايزر” وصف النتائج بأنها “اكتشاف
مطمئن للغاية، على الأقل أن هذه الطفرة التي كانت واحدة من أكثر الأشياء التي تقلق الناس، لا تبدو مشكلة أمام اللقاح”.
وأوضح دورميتسر أن “هذه ليست سوى بداية للمراقبة المستمرة لتحورات الفيروس، لمعرفة ما إذا كان أي منها قد
يؤثر على قدرات اللقاح”.
وتدعم هذه النتائج إجماعا عاما من خبراء آخرين، على أن اللقاحات المعتمدة تظل فعالة ضد فيروس كورونا المستجد حتى في حالة تحوره.
وفي وقت سابق، هدأ عالم يدرس التحور الذي تم تحديده في جنوب إفريقيا، من مخاوف أن تقف اللقاحات المعروفة
عاجزة عن التصدي له.
وقال ريتشارد ليسيلز خبير الأمراض المعدية في منصة “كوازولو ناتال” للابتكار والتسلسل البحثي، التي ساعدت في
تحديد الطفرة أولا في البلد الإفريقي: “من غير المرجح أن يلغي التحور تماما تأثير اللقاحات”.
وأضاف لـ”رويترز”: “أعتقد أن اللقاحات تحفز استجابة مناعية واسعة جدا، يمكن أن تستهدف أجزاء مختلفة من
بروتين سبايك”، الذي يغلف الفيروس ويعطيه شكله التاجي المميز، والذي يتحور مع الطفرات التي تطرأ عليه.