تفاجأ الرأي العام السوداني بخبر مفاده رغبة شركة دال في الاستحواذ على شركة زين السودان مقابل 1.3 مليار دولار، ومكمن المفاجأة أن هذه المفاوضات كما قيل استمرت لاكثر من 6 أشهر بعيداً عن الإعلام ولم يلبث هذا الخبر وقت حتى أثار جدلاً كثيفاً في السوشل ميديا خصوصاً بعد ظهور معلومات تشير لدور إماراتي ما في هذه الصفقة، ويربط محللين بين تحركات الامارات لشراء زين عبر أسامة داؤود وبين خطة إماراتية خطيرة تهدف لتعزيز نفوذ الدولة الخليجية في السودان عبر نفس الرجل (أسامة داؤود) والذي يمكن أن نسميه رجل الامارات الأول، تقوم الخطة على الاستحواذ على شركة (بشائر للبترول) والمملوكة للقوات المسلحة السودانية لصالح شركة (أدنوك) الامارتية، ومنح أسامة داؤود 40 الف فدان زراعي في الولاية الشمالية بمنطقة أبو حمد، وإنشاء بنك إماراتي برخصة بنك وطني يتناصف ملكيته كل من أسامة داؤود ومستشار الأمن القومي الامارتي (طحنون).
لماذا شركة بشائر للبترول؟
تعتبر شركة بشائر للبترول من أكبر شركات الوقود في السودان وتمتلك شبكة كبيرة ومنتشرة من المحطات على مستوى السودان، وتعتبر بشائر من أولى المحطات التي شرعت في استخدام التقنية الحديثة في الدفع الإلكتروني، ويهدف المخطط الامارتي للدخول في سوق الوقود عبر بشائر لسهولة عملية الحصول على الدولار عبر البنوك التجارية والبنك المركزي بحجة استيراد المحروقات.
نبذة عن شركة أدنوك الاماراتية :
شركة بترول أبو ظبي الوطنية والمعروف بأدنوك هي شركة نفط حكومية بإمارة أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة. أسست الشركة في نوفمبر 1971 لكي تعمل في جميع مجالات النفط والغاز وتسويقها، وقد توسعت منذ ذاك حيث أنها تعمل في عدة مجالات مصاحبة مثل النقل البحري والصناعات الكيماوية والبتروكيمياويات، تأخذ الشركة من مدينة أبوظبي مقرا لها، ويشرف عليها المجلس الأعلى للبترول الإماراتي والذي يترأسه رئيس دولة الإمارات وحاكم أبوظبي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. الرئيس التنفيذي لشركة هو الدكتور/ سلطان أحمد الجابر، وقد فتحت الشركة فعلياً فرعاً لها في الخرطوم وتقوم بتوريد زيوت وشحوم السيارات.
تفاصيل المخطط :
أفادت مصادر مطلعة أن وزير المالية جبريل إبراهيم قد قام بزيارة غير معلنة لأبو ظبي بترتيب مسبق من أسامة داؤود في يوليو الماضي وتم في الزيارة التوقيع على إتفاق إطاري لبيع شركة بشائر للبترول للامارات مقابل جزء من مديونية امارتية قديمة على السودان، وقد تم بالفعل نقل ملكية بشائر من الجيش لوزارة المالية مقابل مبلغ يدفع بالجنيه السوداني، وتم تشكيل لجنة من الطرفين لعمل تقييم لشركة بشائر وهو ما يجري حالياً.
بنك سوداني إماراتي في شارع البلدية وعشرات الآلاف من الهكتارات الزراعية مجاناً لأسامة داؤود :
كما تم أيضاً التصديق لبنك إماراتي سوداني وهو شراكة بين طحنون بن زايد وأسامة داؤود وتم إستئجار مقر للبنك في شارع البلدية تقاطع المك نمر وسط الخرطوم – عمارة بنك بيبلوس، والهدف من هذا البنك هو تسهيل مهمة تحويل الأموال الإماراتية من السودان من مشروع بشائر ومن المشروع الزراعي في منطقة أبو حمد والذي تم منحه للامارات تعويضاً لها بعد فشل خطة بيع الفشقة.
مقابل ماذا؟!
ويبقى السؤال الأهم لماذا تسارع الحكومة وبعض النافذين في من رجال الأعمال لبيع مقدرات الوطن للامارات بدون مقابل،؟! كيف لبلد تبيع أهم شركاتها وتمنح أرضها مقابل دين هالك؟! لماذا لا تطرح هذه الصفقات للنقاش في أروقة الحكومة وتملك المعلومات حولها للرأي العام بشفافية ليقول الشعب كلمته؟!
إن التحركات الاماراتية الأخيرة للاستحواز على زين وما سبقها من تحركات للسيطرة على ميناء بورتسودان يتضح منه جلياً رغبة بن زايد الاستفادة من السيولة السياسية وغياب الإرادة الوطنية، بل يمكن أن نقول أن أجهزة مخابرات الامارات هي من تصنع وتشكل هذا الوضع السياسي المأسوي في بلادنا من أجل إحكام السيطرة على موارد البلاد.
ختاماً نقول إن الحفاظ على السودان حر، قوي وموحد يبدأ بإنهاء هذه الحقبة الانتقالية العبثية عبر انتخابات حرة، نزيهة وشفافة يختار فيها الشعب السوداني قيادة وطنية، مخلصة، نزيهة ومتجردة، تتولى مهمة انتشال البلاد من مستنقع الخيانة والعمالة.
أمل الكردفاني