علانية قوش وأسرار الآخرين.. ودعم الدعم السريع للتغيير
ليس هناك جديدا في الجدل الذي اثارته زيارة الفريق قوش لبعثة المريخ في القاهرة خاصة حول الدور الذي قام به في التغيير فلقد أصبح معلوما ان قوش كان قد استجاب للشارع بعد ان تواصل مع القوى السياسية المعارضة وضمن انحياز قوات الدعم السريع واقنع قيادة الجيش وأعضاء اللجنة الأمنية بضرورة التغيير ولم يعد سرا كذلك ان قوش هو من اشرف على تخطيط وتنفيذ التغيير من داخل الصندوق وبلا خسائر وسلم السلطة (بلا شق ولا طق) لقيادة الجيش وفق التراتبية العسكرية للقوات المسلحة وبعد ان كان قد أعد كل شيء من بيان فريق أول عوض بن عوف بمعانى واضحة وحتى إرسال قوة الى بيت الضيافة بقيادة المفتش العام للجيش وقتها الفريق البرهان لإخطار البشير بالتغيير بكل إحترام وتقدير وهذا كان كل ما قد حدث من نفير الإعتصام والى قول البشير (خير!)
ان أي مجادلة حول خطوة قوش السابقة – في تقديري-مغالطة ليس إلا فرغبة ودواعي التغيير عند كثير من الاسلاميين ما كانت تقل عند غيرهم والنماذج التى قدمها بعضهم عندما عز التغيير عبر المؤسسات والحوار فاقت بالأرقام والأحوال التى قدمها غيرهم ولذا فإن قرار صلاح قوش من موقعه كمدير لجهاز الأمن والمخابرات الوطنى(المخابرات حاليا)وعضو اللجنة الأمنية للنظام السابق تغيير حكم الرئيس البشير كان ذلك التقدير -في تقديري -القرار والعمل الصحيح حتى وان كشفت التجربة اللاحقة و القائمة ان حكم البشير كان أفضل ممن خلفه وهذا صحيح فى نواحي كثيرة ولكن تغيير حكم البشير كان مطلوبا ولو على قاعدة شيخ العرب الشهيرة (الرئيس كويس إلا طول )!
ان تغيير الحكام وعدم تركهم على مقاعد السلطة فترات طويلة مبحث كبير وفيه قول كثير وبالإجماع فإن المصلحة العامة في التغيير ولقد ثبت -للأسف -تمسك البشير بالسلطة مع تزايد حراك الشارع وارتفاع عدد الضحايا والخسائر الأمر الذي جعل خطوة قوش مفهومة في وقتها وعلى حالها والتغيير -كما قلت – لم يكن طلب الشباب المستقل فقط ولا قيادات القوى الحزبية المعارضة ل (الإنقاذ )وحدها ولكنه كان رغبة العديد من شباب النظام السابق نفسه وكذلك قيادات تنظيمه السياسي وحركته الإسلامية ومنهم من جهر بذلك ومنهم من سكت اتقاء الفتنة او خوفا على النفس او مخافة من العواقب ولكن قوش تقدم على أية حال –
تقدم قوش إذا لكن العواقب لم تأت سليمة ابدا وتبخر كل ما خطط له ودبر له وجعل الخوف مما هو آت أكبر اليوم من الحسرة على ما فات والمشكلة ليست فى خطوة قوش لكن في الخطاوى التالية وهى الخطاوى التى تحتاج بحث وتحتمل الجدال
ما الذي حدث بعد بيان فريق أول عوض بن عوف ولماذا ؟وهنا السؤال ليس عن رفض الشباب فى الاعتصام للقيادة العسكرية البديلة فالرفض لا يزال مستمرا للقيادة التالية والاعتصام الرافض فض لاحقا بالدماء والدموع والرفض والفض لا يزال مستمرا حتى اليوم !
ان كان تغيير حكم البشير أصبح واضحا فإن السؤال عن كواليس تغيير الفريق أول عوض بن عوف وحل المجلس العسكري الأول بل وحمل الفريق قوش نفسه على المغادرة متخفيا من بعد الى القاهرة فما الذي تم وكيف ولماذا ومن هو الذي صمم و(هندس)التغيير الثاني ؟!وكما قلت فإن المطلوب ليس إجابة سهلة كالقول ان ما حدث كان استجابة للشارع فالشارع لا يزال في الشارع كما هو اليوم !
معلن إذا ان قوش وبن عوف وأعضاء اللجنة الأمنية هم من غيروا البشير فمن غير قوش وبن عوف وأعضاء اللجنة الأمنية كلهم من خلف الكواليس ولماذا؟ وليتنا نحصل على إجابة غير إجابة مطلب الشارع والتى لا تنطلي على أحد والشارع كما قلت لا يزال في الشارع