قال عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري، عماد جاد ، اليوم الإثنين، أن النفوذ التركي في ليبيا بدأ بالإنحسار، مؤكداً أنه “لولا ذلك ما كان يمكن لجلسات الحوار الليبية أن تنعقد الآن سواء في مصر أو في المغرب”.
وعلق جاد في مداخلة تلفزيونية عبر قناة (الحدث)، بأنه ما كان من الممكن لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق غير الشرعية فايز السراج أن يعلن التخلي عن منصبه، دون أن يكون قد تم تقليص النفوذ التركي.
وأشار عماد جاد إلى أن القضايا التي تتناولها المحادثات الليبية الآن تتعلق بوحدة الأراضي الليبية والجيش الوطني الليبي، وفتح الموانئ النفطية ووقف تدفق المرتزقة والسلاح.
فضلاً عن قضايا وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة ونزع السلاح ودمج المسلحين الليبيين بالحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، موضحاً على أن هذه القضايا جميعها ضد الرغبات التركية.
واعتبر النائب المصري، أنه لم يعد لتركيا تأثيرًا يذكر في ليبيا سوى على بعض المليشيات، فقد بدأت القضية الليبية بمعرفة الطريق نحو طاولة المفاوضات وجلوس الفرقاء الليبيين برعاية مغربية أو مصرية أو أممية بعيداً عن تدخل تركيا.
وتابع أن أنقرة بدأت تسترجع مرتزقتها السوريين في ليبيا، للدفع بهم في أذربيجان، فهي تستخدم المرتزقة كأداة لتنفيذ السياسية الخارجية التركية.
لافتًا إلى أن تركيا لاعب أساسي في ليبيا نتيجة الاتفاقيات التي وقعتها مع حكومة الوفاق غير الشرعية برئاسة فايز السراج ونفوذها على الأخير.
وأشار إلى موقف أوروبا المشترك، حيث باتت إيطاليا أقرب إلى فرنسا واليونان وقبرص في مواجهة تركيا، منوهًا بأن الأخيرة دخلت في مواجهة في الصراع بين أذربيجان وأرمينيا التي تدعمها روسيا بشكل كامل.
وختم النائب عماد جاد حديثه قائلاً، “نستطيع أن نقول أن تركيا خسرت معظم أوراقها في ليبيا وبالتالي يمكن أن تلملم أوراقها بحثا عن بديل أخر في شرق المتوسط في الشمال أو شمال قبرص أو مناطق أخرى”.
الغردقة وبوزنيقة تستضيفان المباحثات
وتستضيف مدينة الغردقة، في مصر، اجتماع أمني ليبي، لمدة ثلاثة أيام، ضمن محادثات اللجنة العسكرية المشتركة والمعروفة باسم “5+5” والمنبثقة عن اجتماع ومخرجات برلين لبحث بعض الملفات الأمنية والعسكرية.
وأكد مصدر دبلوماسي مصري، بحسب قناة (العربية)، أن الاجتماع يُعقد برعاية مباشرة من الأمم المتحدة ويبحث تشكيل قوة مشتركة لوقف إطلاق النار في ليبيا وتوحيد المؤسسة العسكرية، وترتيبات ضمان أمن المؤسسات والمنشآت النفطية والبنية التحتية.
وفي ذات السياق، تستضيف مدينة بوزنيقة المغربية، مشاورات الجولة الثانية بين وفدي المجلس الأعلى للإخوان المسلمين ومجلس النواب المنعقد في طبرقح للاتفاق على آليات اختيار المناصب السيادية، وإعادة تشكيل المجلس الرئاسي.
ومن المقرر أن تستضيف العاصمة السويسرية جنيف في أكتوبر المقبل اجتماعا بين جميع الأطراف الليبية، وبالتحديد مجلسي “الدولة والنواب”؛ لاختيار مجلس رئاسي وحكومة جديدين.
وينعقد اجتماع جنيف في ظل إعلان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق غير الشرعية فائز السراج تقديم استقالته خلال الشهر ذاته (أكتوبر) بسبب الضغوط الشعبية والمظاهرات.
وشهدت الفترة الماضية، العديد من اللقاءات في المغرب وسويسرا ومصر، في محاولات للخروج من الأزمة الراهنة، في ظل المشهد السياسي المرتبك في ليبيا، وتردي الأوضاع المعيشية.