سبق وأن باركنا مع الشعب الصابر قرار البرهان بإعادة غالبية الجامعات لوضعها الطبيعي. وهذا القرار اعتذار ضمني منه للشعب السوداني من الوضع الاستثنائي الذي كانت فيه. لقد قبل الشارع الاعتذار بقوله: (لا تثريب عليك بعد القرار). وطلبنا في مقال لنا بعد إقالة الإدارات من عمداء اليسار من باب (أخوك كان حلقوا ليهو بل راسك) بأن يضعوا القلم على الورقة. لأن زمن الامتحان قد إنتهى. حسنا فعل بعضهم هستيريا. والباقي مازال في حيرة من الأمر مرتبكا. ولكن نصب سراديق العزاء الكذوبة ليس لها داع. فقد أصدرت جامعات (الخرطوم والسودان للعلوم والتكنولوجيا والجزيرة) بيانات تدين فيه قرار إعفاء بروف (فجوة) والفجوات الأخرى. بل ذهبت أكثر من ذلك في وصفها بأن القرار معيب لأن تلك الإدارات منتخبة (تصور). متى تم الإنتخاب؟. ومن الذي شارك فيه؟. و… و…. و…؟. كل لذلك يدل على امتهان قحت للكذب (عالمها وجاهلها). الحمد لله كل الشعب السوداني شهود على هذا الإفتراء. ولكن غير مقبول من أساتذة الجامعات تلك الكذبة البلقاء. وليس عندنا ما نتصبر به من عجائب الزمن القحتي إلا عبارة (ليس بعد القحت ذنب). لا يا هؤلاء ليتكم تعوا درس السنن الكونية. وثقوا بأن الزمن قد فتح عينه بعد غشاوة ثورة السفارات. وطبيعي أن يستدير الزمن دورته. والمضحك في البيانات تلك أنها نادت باستقلالية الجامعات والنأي بها عن السياسة. وصدق الشاعر: (لا تنه عن خلق وتأتي مثله *** عار عليك إذا فعلت عظيم). ومن هنا نبشر الطلاب وأسرهم بأن قطار التعليم سوف ينطلق بقوة بعد تبديل البرهان لكابينة القيادة. التي أوقفته منذ اليوم الأول في محطة التشفي وتصفية الحسابات مع زملاء المهنة. دون النظر لمصلحة الطلاب وأسرهم والسودان أجمع. ورسالتنا لقحت بأن تباشير الاستقلال عبر نزاهة القانون قد قطعت شوطا بعيدا. بفضل الله كل يوم تقرر المحكمة العليا بطلان قرار للجنة (دريبات ومناع الخير). وتعود الكفاءات بالتهليل والتكبير لمزاولة عملها بدواوين الخدمة العامة. وسوف يرفع الشعب عما قريب راية الاستقلال الكبرى بعودة المؤتمر الوطني الذي بدأ مشوار العودة بالأمس. عندما دفع بالطعن في قرار حله للمحكمة. وحينها سوف يصدح وردي من جديد (اليوم نرفع راية استقلالنا. ويسطر التاريخ مولد شعبنا). وخلاصة الأمر رسالتنا للقحاتة بأن الحكم قد أنهى المباراة بهزيمتكم الثقيلة في مباراة إدارة الدولة. وقد قابل الجمهور النتيجة بارتياح منقطع النظير. وصراحة النتيجة عادلة. لأن فريقكم لم يعرف الفرق بين (كوع وبوع) إدارة الدولة. وبناء على ما سبق سوف يدخل الشرفاء للمكاتب مرفوعي الرأس. وتصرخون بالشوارع هدما وتكسيرا وتعطيلا لحركة الناس. وفي النهاية لا تحسبوا أن الزمن متوقف عند بداية ثورة السفارات. والشارع مازال متعاطف معكم. والمحيط الإقليمي مصالحه مازالت مربوطة بوجودكم. والمجتمع الدولي مازال محيطكم بعطفه وحنانه. بل جرت مياه داخلية وإقليمية ودولية تحت جسر الواقع. فقد تبدل كل شيء. والكرة الآن في ميدان البرهان تماما. وهذا ما يحتم عليه طال الزمن أو قصر. وحسما للفوضى. وإعادة الأمور لنصابها. أن يعيد لرف صيدلية الأمن مصل هيئة العمليات لمقاومة لدغ عقارب (لجان القمامة) المنتشرة بالشوارع.
عيساوي
الجمعة ٢٠٢٢/٤/١