رغم أن كل أنصار الثورة السودانية ومؤيدوها يؤمنون حقاً بضرورة احترام وكفالة حق التعبير والتظاهر، إلا أنهم تجدهم جميعهم يظهرون ضيقاً كبيراً من تظاهر الإسلاميين في الشوارع ولا يرون أن هذا هو حق لهم ، بيد أن تفسير هذا الضيق وعدم الترحيب به من قبل القطاعات المؤمنة بحق التظاهر، يأتي دائماً في سياق أن الإسلاميين يمثلون النظام التي أسقطته الثورة الشعبية التي شاركت فيها غالبية الجماهير السودانية، ومما يعني أن الإرادة الجماهيرية الغلابة هي من حددت مستقبل الإسلاميين خلال المرحلة الانتقالية تحديداً، هذا بجانب أن الفترة التي تلت انتصار الثورة السودانية لم تشهد حتى الآن قيام أية محاكمات عادلة بحق الذين أجرموا وأفسدوا من الذين ينتمون للنظام البائد، فضلاً عن أن كثير من الجرائم المرتبطة بوجود عناصر النظام البائد في مفاصل الدولة لا زالت تجري حتى الآن دون وجود عادلة تُنصف الضحايا. ومن هنا تنطلق دفوعات أنصار الثورة السودانية في ضرورة تشديد الإجراءات القانونية في مواجهة نشاط الإسلاميين وعدم السماح لهم بممارسة أنشطة سياسية ، طالما أنه قانوناً قد تم حل حزبهم السياسي ، ويقول مراقبون تفسيراً لظاهرة شروع الإسلاميين في العودة لسلاح التظاهر ، بأنه لا ينم عن إيمان منهم بضرورة إسقاط انقلاب 25 أكتوبر، ولا هو تعبير عن رغبتهم في قيام حكم مدني ديمقراطي، ولكن كل السودانيون يعلمون أن الإسلاميين يدافعون عن مصالحهم الخاصة، ولا زالوا يستنكرون أنهم تم إسقاطهم من السلطة عبر الإدارة الجماهيرية في ثورة شعبية شهد بها العالم أجمع، ويستدل كثير من الثوار ، بأن الإسلاميين كانوا يؤيدون سلطة اللجنة الأمنية للمخلوع
البشير، وظلوا يحرضوها ضد الثوار منذ زمن اعتصام القيادة العامة، ولم تصحو ضمائرهم إطلاقاً لأي فعل صادم ارتكبته مليشياتهم وكتائب ظلهم في حق السودانيين، قبل أو بعد الثورة، بل ظلت شهيتهم مفتوحة يطالبون بمزيد من الحسم والقمع والبطش ضد الثوار الذين لا يريدون غير قيام حكم مدني ديمقراطي ينهي دولة الفساد والمليشيات ويُعيد الحقوق لأهلها. وعندما تأكد الإسلاميين بأن المكون العسكري الذي صعد السلطة على حساب البشير، هو الأكثر عداء لشعارات الثورة والثوار، دعموه ووقفوا معه ضد المدنيين، وعملوا كل ما بوسعهم لإسناده لتصفية الثورة، وبعد أن تحقق انقلاب 25 أكتوبر، ظن الإسلاميين بأن الطريق للسلطة من جديد بات مُعبداً وأن الثورة قد أوشكت على الانقراض، لكنهم تفاجئوا ببسالة غير مشهودة من قبل ثوار لجان المقاومة دفاعاً عن الثورة وأهدافها، وهو ذات الأمر الذي شكل موجة ضغط جديدة ضد السلطة العسكرية من قبل المجتمع الدولي والإقليمي بغية إنهاء الانقلاب وقطع الطريق مجدداً أمام عودة الإسلاميين، ويقول المراقبون، لذلك قرر الإسلاميون النزول للشوارع بغرض تخويف العسكر من الإقدام على خطوة تسوية سياسية مع قوى الثورة، وذلك عبر إظهار أنهم قوى مجتمعية كبيرة لا يُستهان بها، وأنهم على استعداد لتشكيل قوة ضغط جديدة على السلطة التي تعاني في الأساس من استمرار التصعيد الثوري من قبل لجان المقاومة والكتلة الثورية الحية ، هذا بجانب أنهم يدركون أنهم لا زال لهم وجود كبير داخل الأجهزة الأمنية والشرطية والجيش والمليشيات الأخرى، ومما يعني أنهم قرروا تخويف العسكر بورقة الفوضى في حال تم إقصائهم كلياً من المشهد أو عادت الحكومة لمحاكماتهم !!.
همس الشارع
استمرار الانقلاب وظهور “الإسلاميين” يعني انهيار السودان
مع مرور عام كامل للانقلاب وظهور كثيف هذه الأيام للإسلاميين سواء عبر التظاهر العلني أو الظهور على وسائل الإعلام المختلفة، عاد الحديث مجدداً لمجالس السودانيين عن حجم الفشل الذي بات هو السمة الأبرز التي تُحيط بالدولة السودانية، وبات الناس يتحدثون عن أن البرهان ومجموعة الفلول لن يتركوا هذا الوطن ينعم باستقرار وأنهم سوف يهددون كل ما تبقى منه ،حيث تعطلت مشروعات التنمية وتراجعت الاستثمارات الأجنبية، وتوقفت المنح والقروض الخارجية التي وعدت بها مؤسسات التمويل الدولية عقب ثورة ديسمبر ونجاحها في اقتلاع نظام الإخوان في أبريل 2019.
سؤال الملف
هل لجأ البرهان وحميدتي لـ(انقلاب) جديد لتصحيح مسار انقلاب الـ25 من أكتوبر؟؟
همس الكاميرا
صلاة البيان بالعمل عن حب السودانيين لـ(دينهم وثورتهم)!!