أولاً :* اعلان رئيس الوزراء الاسبق محمد طاهر ايلا ، العودة الى البلاد بعد غياب بالقاهرة .. ستربك المشهد السياسي .. لان العودة متزامنة بترتيبات احتفالية ضخمة على شرفه بمدينة الثغر .. وهو سيكون الحدث الابرز من نوعه منذ ذهاب الانقاذ.. ثم العودة اقل ماتوصف بالجرئية .. والجراءة والقوة والمصادمة هي صفات يتسم بها ايلا.
ثانياً :* عودة ايلا ستخصم كثيرا من قحت .. خاصة بعد ان فشلت عبر ذراعها لجنة التمكين – سيئة السمعة – في ادانته .. وتراجعت عن فتح بلاغات في مواجهته بعد ان تصدى انصاره للجنة وكادوا ان يفتكوا باعضائها.. وتحدوها لو اقتربت من منزل الرجل بمدينة بورتسودان
ثالثاً:* حضور ايلا سيجعل المؤتمر الوطني مزهوا وسيبث الثقة وسط عضويته في كل مكان .. والشرق على وجه الخصوص.. لكن بالتأكيد سيعقد حسابات القيادة سواء في الوطني او الحركة الاسلامية.. لان ايلا بوزنه السياسي وتاريخه مؤهل ليكون في المقدمة.. ومعلوم ان هناك صراعات مكتومة حول القيادة سواء في الحزب أو الحركة
رابعاً:* يجب ان تقرأ عودة ايلا بسؤال حول مستقبله السياسي.. ويكاد يكون الوحيد – والى حد ما نائب الرئيس الاسبق حسبو محمد عبد الرحمن- اللذان يملكان القدرة والفرصة للخروج من الوطني وتاسيس احزاب جديدة.. استنادا على سجلهما الحافل في العمل التنفيذي.. كما انهما يتكئان على سند عشائري وجهوي كبيرين.. له تاثيراته في ظل الهشاشة الماثلة الان.
خامساً:* ارجح ان بعلن ايلا مغادرته المؤتمر الوطني.. وهذة الخطوة حال تمت ستقصر له الطريق نحو منصب حاكم الشرق.. اذ بالامكان الاتفاق مع رئيس اتفاق مسار شرق السودان خالد شاويش بالقبول بالاتفاق والمضي نحو الملتقى التشاوري لمكونات الشرق بحسب ماجاء في اتفاق جوبا .. ويتمخض عن الملتقى الاتفاق على الاقليم.. وبذلك يكون الجميع رابح.. لا سيما وان علاقة شاويش ممتازة مع ايلا.. وكان الاخير وكيلا لشاويش في مراسم زواجه.
سادساً:* لكن امام ايلا فرصه للخروج من الوطني دون رهق انشاء حزب جديد .. حيث ينضم لحركة المستقبل التي لم يفلح الوالي الاسبق عبد الواحد يوسف في قيادتها.. وفي هذة الحالة ستكون الفرصة كبيرة امام ايلا للظفر بمنصب حاكم اقليم الشرق.. وبناء حزب قادر على خوض الانتخابات
سابعاً:* عودة ايلا ستمهد للمركز التعامل بموضوعية بشان قضايا الشرق.. وذلك ان الناظر ترك وجماعته الذين يدينون بولاء مطلق لايلا اداروا ملف الشرق بكثير من التخبط مثل اغلاق الطريق.. وكذلك استخدام لغة الاقصاء فيما يلي اتفاق الشرق وكان الشرق حكرا على عشيرة ترك.
ثامناً:* قد يتساءل البعض ولماذا تجاوزنا اجتمال اختيار ايلا رئيسا للوزراء.. يمكن ذلك شريطة ان ينفض يده عن الوطني.. كما ان ايلا يمتلك خبرة كبيرة وكان دستوريا قبل قيام الانقاذ.. ومن القلائل في الساحة الذين يتمتعون بشعبية حتى خارج الحزب.. وفي السابق يكاد الثاني من حيث الجماهيرية بعد المشير البشير.. كما انه قريب من فئة الشباب من خلال البرامج غير المألوفة لدى الاسلاميين والتي كان ينظمها في البحر الاحمر والجزيرة ابان قيادته للولايتين على التوالي
تاسعاً:* قدوم ايلا يفتح الباب امامه للدخول لميدان العمل العام مرة اخرى .. فهو بدأ حملة تطهير واسعة في الوظائف القيادية بالدولة ابان قيادته الحكومة.. وعمل بكنهج ورؤية ليس مثل لجنة التمكين – سيئة الذكر –
عاشراً* لكن الطريق ليس مفروشا بالورود امامه .. هناك تيارات وجماعات تناصب الرجل العداء مثل السياسيين المخضرمين في ولاية الجزيرة رغم ان حزب واحد يجمعهم.. وكذلك الجهات التي تضررت من قراراته سواء في البحر الاحمر او فترة وجوده في رئاسة الوزارة وان كان ابرز خصومه السياسيين محمد طاهر تلشهير بالبلدوزر اول المباركين لعودته.. وكذلك يعتبر التيار النتشدد داخل قحت ان ايلا خطر عليهم فهو اسلامي ويتمتع بشعبية.. ويعد مساعد الرئيس السابق موسى محمد احمد واحدا من خصوم ايلا في اطار النفوذ في الشرق وان كان موسى الان رئيس لجنة استقبال ايلا.. كما انه لو ارخى ايلا اذنه لمجموعة ترك قد يولد خصوما جدد له مثل المناصرين لاتفاق مسار الشرق او قيادة المسار نفسها.. وهناك تحدي كبير يجابه ايلا وهو عامل الصحة.
¤ ومهما يكن من امر فان عودة ايلا لها مابعدها .. والساحة السياسية والتنفيذية في حاجة لامثاله لما يتمتع بها من قدرات هائلة.