حسن إسماعيل يكتب ..
ـ بالطبع كان من المأمول أن يقوم الدكتور عبدالله حمدوك من تلقاء نفسه بحل الأزمة التى نشبت بين مكونات قحط ومجموعة الميثاق وبين قحط وترك وبين قحط والمؤسسة العسكرية، وكنا نضغط فى أن يتقدم حمدوك ليذيع بيان تصحيح المسار حتى يفهم الناس أن تصحيح المسار تم بأدوات مدنية صادرة من رئيس مجلس الوزراء ولكن … !!
ـ بعد أن تقدم الفريق البرهان لتصحيح المسار وانتشال البلاد من وهدة الإنحدار السحيق كنا نتطلع أن يظهر حمدوك مع الفريق البرهان وهو يذيع قرارات تصحيح المسار ولكن عبدالله حمدوك قال للعساكر بالحرف الواحد ..أكرر .. بالحرف الواحد ..(أنا معاكم بس خلونى على جنب)!!
ـ أسوأ مافعله حمدوك فى الفترة مابين 25 اكتوبر و21نوفمبر هو التردد والبحلقة فى السقف وتوزيع أذنيه هنا وهناك وهو ماترتبت عليه كثير من الأضرار …
ـ ومع هذا ..ومع كل هذا ..نقول
ـ كنا نقول لمتخذى القرار ومساعديهم ..إذا كانت المفاضلة بين ذهاب حمدوك وبقائه فإن التكتيك يقتضى الصبر على حمدوك وإعادته لتشكيل حكومة المستقلين لأن ذلك سيقود لتشتيت قحط وتقسيمها وشرذمتها ولأنه سيخفف من وتيرة التحريض على القيادة العسكرية وسيرسل رسائل تطمينية للمجتمع الدولى وهذا ماحدث حتى الآن …ولكن تبقى المحاذير
ـ وعلى الدكتور عبدالله حمدوك أن يفهم ويتفهم جيدا أنه ليس مطلوبا منه إضاعة الوقت فى استرضاء قحط وليس مطلوبا منه الإنكفاء على تحسين صورته فى مرآة اليسار و(شوية) أحزاب القلة والشح وعليه أن يستفيد من نظافة الميدان التى قام بها العسكريون وأن يبدأ فى ادارة دولاب الدولة تكنقراطيا وروتينيا وألا يغرق فى تفاصيل رؤى أيديولوجية مختلف عليها وحولها …
ـ على الدكتور عبدالله حمدوك أن يدرك جيدا أن كل فصائل القوات النظامية – كلها- ضد عودته لرئاسة الوزارة وأنها تجرعت ذلك امتثالا لصوت الحكمة والعقل فإذا عاد الرجل لأخطاء العامين الماضيين فإن بيان تصحيح المسار القادم لن يتلوه البرهان ومكان الضيافة القادم لن يكون قصر البرهان فى القيادة العامة ….(صدقنى)!
ـ ومن أخطاء الفترة الماضية لحمدوك والتى يجب أن يتفادى تكرارها هى استجلاب البعثة الدولية واستباحة البلد بواسطة هذه الوفود الإستعمارية القبيحة وإناخة ظهر الوطن لتركب من فوقه وإن كان الرجل يفعل ذلك جهلا وغفلة وقلة حيلة فعليه أن ينتبه لردة فعل المؤسسات السودانية الوطنية ، الأهلية منها والنظامية
ـ وعلى الفريق البرهان أن يشكل استشارية امنية وسياسية وقانونية تخضع لها قرارات رئيس الوزراء فحصا وتقييما وتحديد نقاط مخاطرها الأمنية والإستراتيجية
ـ كذلك ضرورة تقديم ملفات التخابر مع السفارات الأجنبية والبعثات ..وهو ملف مكتمل ومرصود وجاهز للتقديم للقضاء والمحاكمات ويجب ألا تتهاون السلطات فى ذلك مطلقا حتى تنحسر حالات الجرأة على البلد وسيادتها و اسرارها وقضاياها الحساسة
ـ على التيار الوطنى العريض ، السياسى والأهلى أن يغادر محطة الكمون الحالية فالفراغ السياسي مزعج ومخيف وستعود قحط مذهولة مذلولة لتملأه بالمغامرات وتسميم الساحة والوجدان ..ويكفى غياب هذا التيار الفاعل كل هذه الشهور التى مضت
ـ اخيرا
ـ قيل أن أحد المشهورين بالحماقة فى تاريخ العرب رجل سأله الناس لماذا لانعرف كنية لجوادك ؟ فقام ذلك الأحمق وفقأ عين جواده وصاح .. كنيته الأعور …! والفرق بينه وبين قحط هو أن قحط فقأت عينها وخرج قادتها من المعتقل يتساءلون فى ذهول ( هو فى شنو )؟ لا يعرفون هل يتباكون على ( انقلاب البرهان ) أم يتباكون على ( انقلاب حمدوك) وإلى أن تعود لهم الشبكة والإرسال ..سنعود لمخاطبتهم …روقوا ..