أحدثت ثلاثة قرارات تخص تعيينات في مؤسسات وجهات حكومية اتخذها رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج ، تبايناً واضحاً وموجة اعتراضات في أوساط السياسيين والإعلاميين في ليبيا أمس الجمعة.
ومن بين القرارت كان إنشاء المؤسسة الليبية للإعلام، التي أسند، فائز السراج ، رئاستها إلى إحدى الشخصيات التي كانت لها علاقة بالنظام السابق.
هذا القرار دفع السياسيين والإعلاميين للاعتراض والتعهد بـ”استخدام كل الوسائل السلمية المتاحة لمواجهة هذا الإجراء”.
وقرر السراج تعيين القيادي المسلح عماد الطرابلسي نائباً لرئيس جهاز الاستخبارات، ومساعد قائد ميليشيا قوة الردع المشتركة، لطفي الحراري نائباً لرئيس جهاز الأمن الداخلي التابع لحكومة الوفاق.
بالإضافة إلى تعيين الصحافي محمد عمر بعيو الناطق السابق باسم الحكومة في عهد معمر القذافي، رئيساً للمؤسسة الليبية للإعلام التي حلت محل الهيئة العامة للإعلام.
والمهمة التي أسندها فائز السراج إلى بعيو، الذي سبق وتولى مهمة المستشار الإعلامي السابق لمحافظ مصرف ليبيا المركزي، هي الإشراف الكامل على جميع القنوات والصحف المملوكة للدولة.
هذا الأمر أزعج المحسوبين على انتفاضة 17 فبراير، الذين رأوا في تعيين بعيو “إهانة لثورتهم”، في وقت تعهد فيه إعلاميون وموظفون بوسائل إعلام ومدونون وفنانون من مختلف المدن والمناطق الليبية، في بيان لهم مساء أول من أمس الخميس، بأنهم “سيستخدمون كل الوسائل السلمية المتاحة لعدم تولي بعيو المنصب الذي كُلف به”.
وعبر الموقعون على البيان عن رفضهم “إنشاء مؤسسة للإعلام مدعومة بكل هذه الصلاحيات الكبيرة”. ورأوا أنها “تدعو للريبة لما تضمنه قرار التكليف لأمور من شأنها قتل رسالة وقضية الإعلام الحر الذي يتطلع إليه الليبيون بعدما نصب عليه رئيساً يتحكم فيه وفي إعلام ليبيا كاملاً”.
ووجه الموقعون على البيان حديثهم للسراج: “أنتم تعلمون جيداً ما هي ميول بعيو، بما له من مواقف متقلبة وغير مستقرة، ونرى أن قراركم هذا لن ينتج إلا مزيداً من الفوضى المفتوحة على كل الاحتمالات”.
“منح المناصب لشراء الولاءات”
كما طالبوا بـ”إعمال المعايير المتعارف عليها في كل التكليفات ذات الطبيعة المهنية، لا سيما الإعلام المسؤول، والتوقف عن منح المناصب لشراء الولاءات”.
وقال المحلل السياسي عبد العظيم البشتي: “بشكل موضوعي، أعرف العشرات من الإعلاميين والمثقفين الأكثر كفاءة وليس عليهم أي تحفظات كما على (السيد) بعيو، وسنجد لهم دعماً من غالبية الإعلاميين والمثقفين والكتاب”، واصفاً قرار فائز السراج بـ”الخاطئ”.
وفي مواجهة الانتقادات المواجهة لبعيو، وصف فوزي الحداد المحلل والأكاديمي الليبي، ما يتعرض له الأول بأنها “هجمة يقودها تنظيم (الإخوان) تؤكد الرعب المسبق الذي يشعرون به هم وصبيانهم”.
وتابع الحداد: “هذه الفئة ترتع منذ سنوات ويعبثون في الإعلام الليبي كيفما شاءوا”، وذهب إلى أن بعيو هو “الرجل المناسب في مكانه المناسب”.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن عضو المجلس الرئاسي محمد عماري زايد رفضه تعيين بعيو مسؤولاً عن جميع القنوات والصحف المملوكة للدولة.