عند السودانين وما أجملهم عبارات تلامس أرض الواقع وتحكي وتجسد الحالة الحقيقية لوضع ما ، عندما تضيع لشخص حاجة ولا يجدها يقول : بحثت عنها في كل مكان ولم أجدها ، لم يتبق لي إلا أن أبحث عنها داخل خشم هذه البقرة التي اربيها !
عصبة الأربعة وزعيمهم حمدوك الآن يبحثون عن (رايحة) وهي العودة إلي المجد المزيف القديم ، ومحاولة تلميع الوجه وتفتيحه وفسخه وجلخه بكريمات السواقة بالخلاء مرة أخري ، الان سقطت اقنعتهم بل سقط مايلبسون من علي اجسادهم من أعلاها ولم يتبق لهم إلا مايغطي تحت الحزام ، يبحثون عن مخرج ولا مخرج ، كانوا يؤملون علي يوم زينتهم الذي ركبوه ( ماسورة) ، يوم زينتهم الذي صرفوا فيه المليارات من أموال هذا الشعب لكل الولايات من أجل التصعيد وما تم في هذا الشأن كان خجولا جدا ، من اعطوهم هذا المبالغ ادخلوها في جيوبهم وسكروا تلفوناتهم وعملوا فيها رايحين ، إذن يذهب الحرام من حيث أتي..
الآن هم يتحسسون كيف الفرار ؟ولا فرار، حالهم كحال المتنبي عندما أدلهم عليه الأمر وأنشد قائلا :
رماني الدهر بالأرزاء حتى فؤادي في غشاء من نبال…..
فصرت إذا أصابتني سهام تكسرت النصال على النصال !
ظلموا أنفسهم اولا وظلموا شعبهم الذي ظنوا كذبا أنه من أتي بهم ، لبسوا (نعلات) الطين الذي الذي لتوه وعجنوه من مياه البالوعات والقاذورات يخلعونها في كل مكان وينتعلون أخري أكثر نتانة ، هم الحالقة التي حلقت هذا الوطن وانتهت من كل شييء فيه ، هم الساحق والبلاء المتلاحق الذي حل علي هذه البلاد كما يقول المثل…
لقد تمايزت الصفوف وحان موعد ما ينفع الناس يبقي في الأرض وما يضرهم يذهب جفاء إلي غير رجعة هذا حال وصوت من في باحة إعتصام القصر الذين يمثلون كيانات وجهات وسحنات هذا الوطن العظيم ، صوتهم البقاء هنا صامدون ولا تراجع إلا بتنفيذ مطالبهم والتي أولها إقالة حمدوك وزمرته التي ضيعت البلاد وفعلت مالم تفعله عجوبة عندما خربت سوبا ! ولم يفعله حمورابي ولا الحجاج بن يوسف ، ثلاث سنوات تدهور فيها كل شييء وخلاء جيب المواطن مما يفي وجبة في اليوم إلا جيوبهم التي امتلأت فقط ،
الان هم يبحثون عن العشق القديم ..! حتي قطارات الشوق التي كانت تسير من الجزيرة وعطبرة لم تأت إليهم ، كانوا يظنون ويظنون لكن خاب ظنهم ، هم في وضع لايحسدون عليه ، لا يبحثون عن إبرة في كوم قش فهذه يمكن أن يجدوها لكنهم يصوبون نظرهم تجاه خشم البقرة ليفتحوه علهم يجدون مايريدون…… وإن اقبلوا علي ذلك حتما وبلا شك سيكونون في عداد ( المنطوحين) !.
✍️ ياسر الفادني