تحدثت الأنباء عن فرار عشرات المسلحين الموالين لجيش الاحتلال الأمريكي في سوريا بعد تصاعد عمليات الاغتيال وحالات الخطف والاستهداف المباشر لهم في محيط آبار النفط بريف محافظة دير الزور شرقي سوريا، وتعمق الفلتان الأمني والعجز عن تأمين الحماية اللازمة لهم، بدأ العشرات ممن التحقوا بصفوف تنظيم قسد بمغادرة المنطقة والفرار باتجاه الأراضي التركية ومنها إلى وجهات أخرى، أو العبور إلى مناطق سيطرة الدولة السورية.
وبحسب مصادر خاصة أكدت لمراسل “سبوتنيك” في دير الزور، فإن فرار الشبان من المنطقة بدأ بعد فرض حالة التجنيد الإجباري من قبل قوات “قسد” الموالية للجيش الأمريكي في المنطقة، والتي فرضت التجنيد على الشباب العرب بعد هروب عناصرها نتيجة التهديدات المتزايدة التي يتلقونها بمغادرة المنطقة أو البقاء والموت، إضافة إلى عدم وجود الحماية الكافية لمسلحي التنظيم في النقاط العسكرية التي يتخذونها في محيط آبار النفط ببلدات الريف الشرقي لدير الزور”.
عمليات الاغتيال مستمرة
وعن الوضع الأمني في المنطقة أوضحت المصادر أن خلايا نائمة في المنطقة، “رافضة لوجود قوات الاحتلال الأمريكي والمسلحين الموالين له”، وتعمل على تنفيذ عمليات مباغتة وسريعة سواء باستهداف الدوريات بعبوات ناسفة أو مهاجمة المراكز والنقاط العسكرية “قسد”، مع مواصلة عمليات الاغتيال عبر الدراجات النارية التي يستخدمها أبناء المنطقة في عملياتهم ضد التنظيم الموالي للجيش الأمريكي.
وأضافت المصادر: “هذه العمليات جعلت المنطقة تعيش حالة من الهلع والرعب، استتبعت رفض المسلحين الموالين لقوات الاحتلال الأمريكي بمواصلة العمل معها، نتيجة عدم توفر الحماية اللازمة”، مشيرة إلى أنهم طالبوا “بتوفير حماية مشابهة للتي يتم توفيرها للمسلحين المكلفين حماية أسوار حقول النفط التي تحتلها القوات الأمريكية في المنطقة، ومنها حقل العمر الذي يعد أكبر الحقو ل النفطية في سوريا إضافة الى حقل الكونيكو للغاز والذي يعد من أكبر الحقول في الشرق الأوسط وغيرها من حقول النفط كالجفرة والتنك”.
ازدهار عمليات تهريب البشر
على التوازي مع ازدياد حالات فرار المسلحين الموالين للجيش الأمريكي، استعادت مهنة تهريب البشر ازدهارها في المنطقة بهدف الوصول إلى الأراضي التركية.
وتقول مصادر “سبوتنيك” أن “الشبان الذين يرغبون بالفرار إلى خارج مناطق سيطرة الجيش الأمريكي يتفقون عادة مع مهربين يعملون على إخراجهم من المنطقة لقاء مبلغ مالي يتراوح بين ١٥٠٠ و٢٠٠٠ دولار أميركي للشخص الواحد باتجاه مناطق سيطرة الميلشيات “التركمانية” الموالية للجيش التركي شمال البلاد، ومن ثم إيصالهم إلى الأراضي التركية كنقطة انطلاق نحو وجهات أخرى” مؤكدة “نجاح المئات من الشبان في الوصول إلى الأراضي التركية حتى الآن”.
وتضيف: “في الواقع، لا يقتصر فرار الشبان عن منازلهم وبلداتهم على المسلحين الموالين للجيش الأمريكي، بل الموظفين المدنيين في كافة القطاعات التابعة لمليشيا “قسد” والتي فرضت عليهم التجنيد الإجباري ليجدوا طريق الفرار هو الأسهل بعيدا عن المنطقة”.
السكان المحليين في ريف دير الزور يشبهون ما يحدث اليوم من هجرة لأبنائهم، بما حدث قبل أربع أعوام عندما فرض تنظيم “داعش” الإرهابي (المحظور في روسيا) التجنيد على أبنائهم، مؤكدين أن “فرار الشبان لا يقتصر على مناطق سيطرة الجيش الأمريكي بريف دير الزور الشرقي، إذ لا يختلف الأمر كثيرا في كافة المناطق الواقعة تحت سيطرة الميلشيات الموالية له بريفي حلب والحسكة إضافة إلى مدينة الرقة.