في أول لقاء بينهما.. وفي تأكيد فسر بأنه دعوة لأردوغان لسحب مرتزقة أنقرة من ليبيا ، أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، فيها علي وحدة ليبيا وسيادتها على أراضيها، في خطوة عدها المراقبون بمثابة دعوة لأنقرة لسحب المرتزقة الذين نشرتهم في ليبيا وإخراج قواتها من البلاد.
وخلال لقائه بأردوغان، طالب المنفي بضرورة الالتزام باستحقاقات المرحلة الانتقالية في ليبيا التي تنتهي بإجراء انتخابات في 24 ديسمبر من العام الحالي، لافتًا إلى ضرورة إرساء الاستقرار في ليبيا عبر مصالحة وطنية.
أردوغان يؤكد إستمرار الدعم:
من جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دعم بلاده للسلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا دعمًا كاملًا، ومستعدّة لتقديم المساعدة في جميع المجالات الاقتصادية والتنموية ومساندة الليبيين للوصول إلى دولة مزدهرة، رغم أن الحكومة الليبية كانت قد دعت الخميس، وعلى لسان وزيرة خارجيتها نجلاء المنقوش إلى انسحاب “فوري” لكافة المرتزقة من البلاد، وذلك خلال مؤتمر صحفي مع نظرائها الفرنسي والألماني والإيطالي في طرابلس.
الدعم التركي للسراج:
ساعد الدعم التركي حكومة الوفاق في رد الهجوم على طرابلس، الذي استمر 14 شهرا، من قبل قوات شرق ليبيا “الجيش الوطني الليبي” بقيادة خليفة حفتر، وهو ما ساعد أنقرة على كسب ثقة حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج
ويقول أنس القماطي، مدير “معهد صادق للدراسات”، أول مركز أبحاث في ليبيا، إن “الدعم التركي أعطى قوة لحكومة الوفاق الوطني عندما كانت في أضعف حالاتها، وأعتقد أن العديد من أعضاء حكومة الوفاق حريصون على رد هذا الجميل ويبحثون عن شركاء يمكنهم إقامة علاقة استراتيجية معهم”.
وأضاف القماطي أن “حكومة الوفاق الوطني تتطلع إلى تركيا لبناء أكثر من مجرد علاقة سياسية أو تجارية. إنهم (في الوفاق) يبحثون عن علاقة استراتيجية، وتركيا ستكون على الأرجح في مقدمة الطابور عندما تبدأ ليبيا في إعادة البناء”.
ملفات زيارة المنفي:
وبدأ المنفي ونائبه عبدالله اللافي، الجمعة، زيارة رسمية إلى تركيا، استهلها بإجراء محادثات مع أردوغان، تناولت عددًا من الملفات العالقة بين البلدين وفي مقدمتها ملف المرتزقة المنتشرين في ليبيا والذين تدعمهم تركيا.
وملف المرتزقة الأجانب الذي يبلغ عددهم نحو 20 ألف مقاتل، يعتبر من أبرز التحديات التي تؤرق السلطات الليبية الجديدة، حيث ألقى بظلاله على أجندة عملها منذ تسلمها السلطة قبل أكثر من أسبوع، ويعدّ تنفيذه أمر معقدّ للغاية، نظرًا لتداخل عدّة أطراف داخلية وخارجية في هذا الملف، الذي وصفه رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة بـ”الخنجر في ظهر ليبيا”، مؤكدًا أنه سيعمل على إخراجهم ومغادرتهم، وهو أمر قال إنه “يتطلب الحكمة والاتفاق مع الدول التي أرسلتهم”.