مقالات الرأي

قحت تحصد العشم في 6 ابريل

التقارير الميدانية والمتابعة اللصيقة لمواكب قحت على امتداد البلاد تؤكد أن الاستجابة مابين معدومة وضعيفة ومتوسطة ( شمال كردفان ، البحر الأحمر ، الخرطوم ) على التوالي وهذه هي النتيجة الطبيعية ، فمن يؤيد قحت ويدعمها وقد ثبت فشلها ، وهي بذلك لم تحصد شيئا من مليونيتها هذه سوى العشم .
جاءت قحت بقضها وقضيضها( صغارها وكبارها) وأرادت للمناسبة أن تكون يوم زينة ولكن خاب أملها.
جاءت قحت وقد ضم موكبها (الْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ) وبهذه التشكيلة الحثالة تريد أن تستولى على الحكم وكأنها لا تعلم أن من يريد الحكم يجب أن يستحقه اولا ، فهي وفق هذا التوصيف لا تستحقه ، لأنها ببساطة غير مؤهلة له والمجرب لا بجرب .  
خرجت قحت وهي تريد ان تحكم السودان مجددا وتحسب الامر لعبا فليس الأمر كذلك .
راجت اشاعات عن انقلاب عسكري تقوم به قحت يتزامن مع السادس من ابريل وقد سوق هذه الشائعة المعسكر المعاكس لقحت ومن غير المعروف هل التسويق مقصود لارباك قحت ؟ ام ان الامر مجرد خوف من المجهول الذي قد تفاجئ قحت به الشعب السوداني .
مهما يكن من امر فمن المستحيل ان تقوم قحت باي محاولة انقلاب لاسباب تعود اليها ، ومنها عدم مقدرتها على إدارة وتنفيذ الانقلاب بسبب تركيبتها السائبة وسيولة مبادئها . كما ان الأجهزة الأمنية اليوم تختلف عن الأجهزة التي كانت عندما اعتلت قحت سدة الحكم .
تأتي احتفالية السادس من ابريل هذا العام وقد جرت مياه هائلة تحت جسر قحت ، ودونك المشهد السياسي العام بالبلاد والمشهد الإقليمي والدولي .
فعلى الصعيد الداخلي ، فقد ترنحت قحت وسقطت على الأرض اثر الضربة المميتة التي تلقتها من المكون العسكري والتي أفقدتها صوابها ، فهناك قيادات رهن المحاكمة وأخرى مطاردة في المنافي فقد أصبح أمر قحت فرطا ، وهي تفقد القيادة وآلراس ، لتصبح بقية الجثة أشلاء بين ترس في حيرة من جدوى ترسه ومقاوم مقطوع الراس لا مستقبل له في الافق ، فقد جعل البرهان وصحبه ما عملته قحت من عمل هباء منثورا ، لم يكتف البرهان وصحبه في ازالة آثار قحت ، بل احالة كل هذا الركام الباطل أثرا بعد عين ، وتشييد محل هذا الباطل بناء صالحا ، أصله ثابت وفرعه في السماء ، ترفرف راياته (تغيظ من كفر وتعجب الذين يؤمنون بالقضاء والقدر ) . كما قال الشاعر صديق مجبتى.. كما نجد أن البرهان قد استبق هذه الاحتفالية بضربته التي وجهها إلى الهة قحت ( فولكر) واتهامه له بتبني رؤية قحت وتحذيره القوي له ، مما أحرج المبعوث القحتي وجعله يكرس وقته في الدفاع عن موافقه وكبح بذلك جماحه واوقفه من التدخل السافر والدعاية لقحت في خروجها اليوم .
انفض عن قحت السامر وتركها المخمومون الذين انبهروا بادئ الأمر بطرحها الفج ، فقد وعدتهم بالمن والسلوى فحصدوا العلقم ، لذلك تركوها تواجه قدرها المحتوم ، لتتقلص شعبيتها إلى أدنى حد على الإطلاق ، ولمصداقية ما اقول استفتوا من حولكم من المواطنين ، فمن يخرج معها هم أولئك الذين أخذوا استحقاق هذا الخروج.
كذلك من مثبطات هذا الخروج ، الجو الإيماني لرمضان الفضيل ، والكل يسعى لزيادة كسبه الايماني ، فهل ينصر الباطل الذي يرقى لنقض موجبات الإسلام بخروجه وتكبده المشاق وتغيير رجليه في سبيل الشيطان ، تلكم عوامل داخلية ليست في صالح احتفالية قحت بالسادس من ابريل.. اماعلى صعيد الإسناد الإعلامي الذي كانت تحظى به أنشطة قحت من قبل الفضائيات الإقليمية والدولية والتي تنشر لها حتى ترددات شهيقها وزفيرها ، ففي هذا العام انشغل مرتزقة هذه الفضائيات بأزمة أوكرانيا وتسابقت في تغطية ما يدور في الحرب الروسية الأوكرانية ولم تعد أنشطة قحت من أولويات اهتماماتها ، وتلكم ضربة اخرى تلقتها قحت.
بروفسور علي عيسى عبد الرحمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons