- أما السابعة .. فقد تفرغت قحط خلال ثلاثة عقود للتعبئة والدعاية ولم تَعف فى سبيل ذلك شيئا من الوسائل والأساليب من تزوير وتدليس وتحريض لم تميز فيه بين البلد والناس والحكومة فصُبّت ذهنيتها على الرفض المطلق( الرفض المؤذى ) وصعدت إلى كرسى الحكم بهذه العقلية الصماء فهى مع العساكر وضدهم ، مع تكريم حميدتى وجعله على رأس اللجنة الإقتصادية ثم هو ذاته حميدتى الذى تدعى أن الجلوس معه يخصم منها وهى مع البرهان وضده وستقتحم القصر لطرده ، مع سلام جوبا وضده، ومع قادة الحركات المسلحة وضدهم وهم مع المظاهرات وضدها ( أيمن نمر هو أول من سن سنة إغلاق الكبارى واعاقة التظاهرات) العقلية الضدية عقلية تخريبية فى العادة( لاعن قصد ولكن عن اعتياد) وعقلية جوفاء يتردد فيها الصدى وتتكاثر الإرتجاعات دون أن يكون لديها قدرة على الإنتاج ( ثلاث سنوات لم تنتج قوى الحرية والتغيير رؤية واحدة فى قضايا الفكر والحكم والسياسة ) فظنت قحط ان زادها فى المعارضة من إشاعات وشعارات وهتافات سيسعفها فى الحكم !!
- أما الثامنة …فمثلما صعدت قحط إلى الحكم بلا برنامج للحكم فقد اختارت طاقما لإدارة الدولة لاتتوافر فيه الحدود الدنيا من إحتياجات رجال الدولة أو حساسية إدارة الدولة ثم لم يكن هنالك جسم سياسى تنظيمى يُراجع أداء هؤلاء أو يوجههم أو ينبههم .فشاهد السودانيون فاصلا من الكوميديا السوداء ، فظن وزير الأوقاف أن مهمته الأساسية هى البحث عن عبدة الأوثان وقطع كهرباء المساجد ، وظن وزير العدل انه بطل الأبطال وأنه يقاتل من فوق حصانه وهو يتخيل أن الغرب ينظر إليه بإعجاب فعكف على صياغة قوانين تفكيك الأسرة واباحة بيع الخمر والإتجار بها وظن القراى انها فرصته لتسويق بضاعة حزبه الكاسدة عبر مناهج التربية والتعليم وجاءوا بوزير صحة كان الوحيد فى القارات السبع الذى وقف يقول (بنقدر على الكرونا الصغيرة دى) ثم فجأة يستسلم ويقول ( إنت كان جاتك كورونا ماعندنا ليك حاجة غير تموت) !! ، ووزير مالية أجوف ظن أن زيادة رواتب المعلمين سيُعيد بناء الطبقة الوسطى وأن رفع دعومات الوقود وحدها سيعالج عيوب الإقتصاد السودانى فكان مثل ربة منزل خرقاء تتابع من على التلفاز برنامج (طبق اليوم) فطفقت فى طباخته بتتبع الوصفات ثم تذكرت فجأة و(حلتها) على النار أنها لاتملك نصف المقادير فى مطبخها !!
-الموبقة التاسعة هى ضعف حساسية عناصر قحط تجاه القوانين واللوائح والنظم، فأحد الوزراء وفى اليوم الأول لجلوسه على المكتب أرسل لمالية وزارته لكى يسددوا له قيمة ماسيستهلكه من (قمصان وجوارب وأحذية) وحتى رئيس الوزراء الخبير الأممى كان يزيح لوائح المراجع العام التى توضح كيفية صرف نثريات السفر والبدلات ثم يصدر توجيهات من رأسه لتصريف ذلك المال أما الطامة الكبرى فهو اندفاع لجنة تفكيك التمكين لوراثة مال المؤتمر الوطنى والإسلاميين وكل من يساومونه من رجال الأعمال فعلوا ذلك بنهم غريب لدرجة أن يقتحم قادة اللجنة بأنفسهم ويتحولون إلى عمال (منقولات وشيالين) يلجون مكاتب الشركات ومقار المؤسسات فيحملون منقولاتها الخفيفة وشاشاتها على ظهورهم ، فلاحقتهم سريعا تٌهم اللصوصية فتحولوا إلى بقعة ( زيت راجع ) سوداء فى (فنيلة) مايسمى بالثورة لاتزيلها (مساحيق التبييض) ولاتطيش عنها نظرات الشماتة !! - أما عاشر الموبقات وسنامها ولبوسها فهى عدم وجود آليات علمية ومنهجية للمراجعة تنفذ إلى عمق الموبقات وتعترف بها وتصححها بدلا عن طلاء حوائط الجالوص كما حدث فى ورشة التقييم ،فقحط يومذاك انتقدت تحالفهم مع العسكر وانتقدت الوثيقة الدستورية وانتقدت الشراكة وانتقدت اتفاق السلام ثم انتقدت ضعف وزرائها دون أن تقول للناس من فعل ذلك وكأن (شيطانا أشول) هو الذى فعل كل هذه الأفاعيل ، نعم لم تجب قحط على سؤال (ماهو سبب كل تلك الأخطاء) ؟؟ ودون أن تقترح الحلول ، نعم دون أن تقول أن كل ذلك سببه الرئيس هو صيغة تحالف قحط نفسها ( تحالف المائة بعير أجرب…تحالف الإبل المائة التى ليس من بينها راحلة واحدة) وأن الحل الوحيد هو تسريح (مراح الإبل) المعطوبة هذه والمسمى بتحالف الحرية والتغيير )!!
كسرة
لم يمض اسبوع واحد على تقييم ورشة قحط حتى عادت وولغت فى خطأين فادحين، الأول انها ذهبت إلى (باشدار) وهى مغمضة العينين ، ثم استيقظ أحدهم وأعلن تشكيل حكومة بعد اسبوعين ….!!
- ورشة شنو التحلكم إنتو محتاجين( تلجين ) وبيعكم فى سوق الخردة …أكرم ليكم !!
- حسن إسماعيل