أحدثت التّداعيات التي أعقبت قرار حل حكومة رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، قبل ثلاثة أسابيع، ربكة وسط دبلوماسية الأمم المتحدة المعنية بالتعامُل مع الأزمة السودانية، الأمر الذي أدّى إلى تراجُع دورها وَخُفُوت صوتها خلال الأيام القليلة الماضية، واصطدمت الجهود التي كان يقوم بها الممثل الخاص للأمم المتحدة في الخرطوم، فولكر بيرتيس فور صدور القرارات، بحائط من الرفض، من قِبل قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، لكن الباب قد فتح أمام لاعب آخر من مسؤولي الأمم المتحدة هو مدير برنامج الغذاء العالمي، ديفيد بيزلي ليقوم بدور مماثل، الأمر الذي أدّى إلى استياء مسؤولين كبار في المنظمة والدول الغربية، واعتبروها عملاً دبلوماسياً مستقلاً”.
ونشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، تقريراً أعدّه كل من كولام لينتش وروبي غريمير، قالا فيه إن هناك غضباً وعدم ارتياح من “الدبلوماسية الحرة” التي يقوم بها بيزلي التي لم تحصل على موافقة أو دعم من الأمم المتحدة والولايات المتحدة أثارت غضب المسؤولين
وكان من المقرر، بحسب التقرير، أن يزور بيزلي الخرطوم الأسبوع قبل الماضي في مهمة دبلوماسية تدفع قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، للتفاوض مع رئيس وزراء الحكومة المحلولة عبد الله حمدوك، ولكن الرحلة أُلغيت فجأةً بعد أن علم الممثل الخاص للأمم المتحدة في الخرطوم، فولكر بيرتيس، بهذه المبادرة وطُلب منه تأجيلها, وأشارت المجلة إلى أن اقتراح بيزلي تعارض مع مطالب قادة المعارضة في السودان، الذين دعوا إلى استعادة الحكم المدني قبل إجراء أيِّ مُفاوضات مع الجيش واستبعاد قادة الانقلاب في السودان من المشاركة في الحكومة المُستقبلية.
وقال مصدرٌ دبلوماسيٌّ مُطّلعٌ على الأمر للمجلة: “إن تحرُّكات بيزلي أثّرت سلبياً على الدبلوماسية الأمريكية من خلال تقديم وسيط أو محاور جديدة”، وأعرب العديد من الدبلوماسيين المُطّلعين على الوضع عن قلقهم من أنشطة بيزلي، وأكّدوا أنّها تضعف حملة الضغط على المكون العسكري.
لكنّ المُتَحَدِّث باسم برنامج الأغذية العالمي، جريج بارو، قال “برنامج الأغذية العالمي، بصفته الحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2020، دائماً على استعداد لدعم الحكومات والشركاء ووكالات الأمم المتحدة لاستخدام المُساعدة الإنسانية والإنمائية لتعزيز السّلام والاستقرار”.