طوال عقود خلت كان السودان الشريك التجاري الهام للمملكة العربية سعودية لكن اليوم وعلى مدار السنوات السابقة تؤدي الاحتجاجات والإضرابات وأعمال العصيان المدني ومحاولات الانقلاب الشهرية والاسبوعية حتى الى حالة من الشلل التام تجارياً وهو الامر الذي يزعج المملكة العربية السعودية بلا شك.
ان استقرار شمال شرق إفريقيا يمثل امرا هاما جدا بالنسبة للمملكة العربية السعودية، فان التوتر المتزايد في السودان منذ الإطاحة بنظام البشير، حيث تواجه البلاد أزمة اجتماعية واقتصادية عميقة تصيب جميع مؤسسات الدولة، يسبب حالة قلق عارمة لدى قادة المملكة العربية السعودية.
بحسب مراقبين فقد يكون سبب القلق السعودي هو ان جزء من هؤلاء قد يتم تجنيدهم في اليمن الى جانب ميليشيات الحوثي التي تعتبرها المملكة العربية السعودية من الاعداء، او ان جزء منهم قد يعمل في خلايا في الداخل السعودي، وهذا امر تخافه المملكة العربية السعودية خوفا شديداً.
كما ان الأزمة في نظام التعليم الآن تحدد وضعهم كأفراد ذوي مهارات منخفضة، وسيستمر هذا الوضع في التدهور، وبالتالي يمكن تجنيد الشباب كمرتزقة للمشاركة في الأعمال العدائية، ويعتبر السودان الأن مركزًا للهجرة الى البلدان المجاورة. ومحطة انطلاق للدول الاقليمية وحتى الى اوروبا.
الغرب والشركاء الأميركيون قد يقومون بممارسة الضغوطات على المملكة العربية السعودية من اجل استقبال المهاجرين واللاجئين القادمين من السودان بعد حين، وهو امر قد يتحول مستقبلا الى حالة تشبه حالة دول الاتحاد الاوروبي بما يخص استقبال اللاجئين وهو امر طبعا لا يريده السعوديون.
للايف فالواقع واضح انه في دارفور وكردفان، لا تزال بؤر المواجهة المسلحة مشتعلة ومستعدة للانفجار في أي لحظة، وتعتبر هذه المناطق قابلة للانفصال، وهذا يزيد الطين بلة ويزيد الزيت على النار في السودان ويسبب وجع رأس اضافي للسعودية.