قواتنا المسلحة بين الولاء الوطني ووضاعة العملاء


وقيع الله حمودة شطة
قواتنا المسلحة بين الولاء الوطني ووضاعة العملاء والمرتزقة
حماية الدين والعقيدة، والوطن والقيم والمبادئ الثقافية والاجتماعية، والمثل والعادات الصالحة، مطلبا من مطالب الحياة الآمنة والمستقرة، ولذلك قال الله تعالى في كتابه العزيز ( القرآن الكريم)…( الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)، إن إستراتيجية الحياة الآمنة والمستقرة تعتمد علي توفير عنصرين أساسيين هما: الأمن والسلم الدائم، والغذاء الكافي، لتأمين الوجود الذاتي، وتحقيق الذات الاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي تحقيق إستقلال القرار السياسى، الذي يعني تحرير مفهوم الدولة والسيادة الوطنية، والوحدة القومية للبلاد، ومنع المطامع الخارجية، وهذا لا يتحقق إلا بعاصم من الله تعالي، ثم القوات المسلحة والأجهزة النظامية والأمنية، التي هي عماد عظيم من أعمدة حماية السيادة الوطنية، ورمز العزة والمجد فيها.
وعبر التاريخ الإنساني الطويل يطالع الناس صفحات التاريخ والجغرافية البشرية قصص وملاحم وبطولات رجال ونساء من كل القوميات، والشعوب، والأمم، خلد التاريخ ذكرهم عندما ضحوا بأنفسهم، وأرواحهم، وأوقاتهم، وأفكارهم، وأموالهم، وأهليهم، من أجل أوطانهم، وبقاء عزة وكرامة شعوبهم، لتعيش عزيزة ناهضة، وهذا يجسد معنى بيت الشعر الشهير… وللأوطان في دم كل حر …. يد سلفت ودين مستحق….
إن الأندال والأوغاد والبلهاء والخونة والمرتزقة والعملاء من الرجال والنساء، هم أولئك الذين يناصبون قواتهم الوطنية وأجهزتهم النظامية العداء، ويستمرون في التحريض، وإثارة التشكيك، ومحاولة إغتيال الشخصية المعنوية، والمادية للقوات المسلحة، وفتح صندوقها، وبيع مقدراتها، ومعلوماتها، ومقومات إستراتيجياتها القومية المتصلة بالأمن القومي، والسيادة الوطنية في معرض النخاسة العالمية، ومعرض بيع الأوطان، وتلك إستراتيجية أعد لها هؤلاء الأندال والمرتزقة من قبل دوائر تعمل في إتجاه تفكيك الأوطان، من أجل السيطرة علي قرار وسيادة وموارد الشعوب، والأمم، والمجتمعات، وتروي مواقف وقصص التاريخ الإنساني كثيراً من مواقف الوطنيين الشجعان، الذين ضحوا بأنفسهم، ودمائهم الغالية أمام مشانق الموت والإعدام في سبيل حفظ معلومات وأسرار أوطانهم وشعوب، وماتوا بأسرارهم دون أن يمكنوا العدو من الوصول إليها والحصول عليها، لضرب ثوابت، وقيم سيادة أوطانهم ! وبينما الأوغاد والمرتزقة والعملاء، الذين لا يفرقون بين النظام السياسي، والحكومة، والوطن، الذي هو الدولة لا النظام السياسي، ولا الحكومة يطعنون في ظهر القوات المسلحة بخناجر مسمومة، ليملأوا بطونهم الخبيثة من أموال السحت والعمالة ضد وطنهم وشعبهم.
إن قواتنا المسلحة السودانية وأجهزتنا الأمنية والنظامية والقومية خط أحمر فاصل بين الوطنية الوفية، والعمالة ضد الوطن والبلاد، وإن أي حديث شائن ضد القوات المسلحة، أو فرية مكذوبة، أو إشاعة مغرضة، أو معلومات مضللة للرأي العام تنال من عزة القوات المسلحة يعد عملا تخريبيا، وإثارة فتنة داخلية، وتحريض ضد الوطن وسيادته وأمنه، وسيادة أرضه، ووحدة شعبه، وهي الخيانة الوطنية مكتملة الأركان، ثابتة حجة وأدلة.
إن ما تقوم به قواتنا المسلحة في الفشقة والجبهة الشرقية، وأي جهة أخري يحاول فيها العدو زعزعة أمن البلاد وسيادتها، ووحدة شعبها وأرضها – عمل وطني مقدس، يحتم علي كل سوداني أصيل وطني وفي مخلص، أن يؤازر القوات المسلحة ويدعمها ماديا ومعنويا وإعلاميا، وبالدعاء والتأييد، وهي تقوم بواجبها الوطني والعقدي ضد الغزاة، والعداة، والطامعين في سيادة بلادنا ومواردها وجغرافيتها، إن ما تتعرض له قواتنا المسلحة داخل أراضيها في الفشقة السودانية حرب مكتملة الأركان موجهة ضد السودان، تتنافي مع مبادئ وأسس ومواثيق الأمم المتحدة، والمواثيق الإقليمية والدولية، وهي حرب موجهة ضد السيادة الوطنية، وإستقلال قرار الشعب السوداني، وأمن البلاد القومي، تقودها مجموعات مرتزقة وعملاء من الداخل، وطلائع إحتلال بدأها حمدوك، و يمثل واجهتها الآن فولكر (الخبيث)، عبر إعلام مضلل، وحملة شعواء خبيثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والرأي العام تحاول النيل من قواتنا المسلحة، وهي تتقدم الصفوف تلاحق الفلول المرتزقة والعدو، وتصون حرمة الحدود في عمل وطن تدفع ثمنه القوات المسلحة كل يوم بين شهيد وجريح ومفقود، وبحمد الله وعونه حققت النصر، وحسمت المعركة، وحمت السيادة الوطنية، وصانت عزة الشعب، وإن نعيق وصراخ وإفتراءات العملاء والمرتزقة في الداخل والخارج، لن تنال من عزة وشموخ وكرامة قواتنا المسلحة المستمدة من عزة وتاريخ هذا الشعب السوداني الأبي، وسيموت العملاء والمرتزقة والمأجورين في أحضان الهوان والوضاعة.