افاد مصدر عسكري عراقي، الأربعاء، بأن قوات من “الحشد الشعبي” حاصرت منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ومواقع أخرى وسط العاصمة بغداد على خلفية اعتقال قيادي في الحشد بتهمة الإرهاب.
وقال المصدر، وهو ضابط في الجيش ببغداد برتبة ملازم، للأناضول، إن “العشرات من مقاتلي الحشد انتشروا في المنطقة الخضراء وسط بغداد وحاصروا عدة أماكن بينها منزل الكاظمي والأمانة العامة لمجلس الوزراء”.
وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن القوات المذكورة حاصرت أيضا منزل وكيل وزير الداخلية لشؤون الاستخبارات الفريق أحمد أبو رغيف، وهو قائد القوة الخاصة التي اعتقلت القيادي في الحشد قاسم مصلح.
وأشار إلى أن قوات الحشد تطالب بتسليم مصلح، ومحاسبة الفريق أبو رغيف.وفي وقت سابق الأربعاء، قالت خلية الإعلام الأمني التابعة لوزارة الدفاع العراقية في بيان، إن قوات أمنية اعتقلت القيادي في الحشد قاسم مصلح بتهمة الإرهاب.
وقال ضابط بوزارة الداخلية لمراسل الأناضول، إن قوة خاصة أوقفت قائد عمليات “الحشد الشعبي” في محافظة الأنبار، قاسم مصلح، واقتادته إلى العاصمة بغداد.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الإشارة لاسمه كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، أن قوة قادمة من بغداد نفذت التوقيف وفق مذكرات قبض صادرة من القضاء بتهم تتعلق بالفساد المالي.
وقاسم مصلح، كان يشغل منصب قائد “لواء الطفوف” التابع للعتبة الحسينية (المرجعية الدينية في النجف)، وتسلم عام 2017 منصب قائد عمليات الحشد الشعبي في الأنبار.
من جهتها، قالت خلية الإعلام الأمني (تابعة لوزارة الدفاع)، أن القيادي مصلح اعتقل “بتهمة الإرهاب”، مشيرة إلى أن لجنة مشتركة تحقق مع المتهم.وأضافت الخلية في بيان، “بناءً على مذكرة قبض وتحري قضائية صادرة الأربعاء، نفذت قوة أمنية فجر اليوم عملية القبض على المتهم قاسم محمود كريم مصلح”.
وأوضحت أن “التحقيق جارٍ معه من قبل لجنة تحقيقية مشتركة في التهم الجنائية المنسوبة إليه وفق السياقات القانونية”.
وأشارت الخلية إلى أن “العملية لا تستهدف أي جهة عسكرية أو أمنية (في إشارة للحشد الشعبي) كما يشاع من المروجين للفتنة”.ولم تبين الدفاع التهمة المنسوبة لمصلح على وجه الدقة.
إلا أن وسائل إعلام محلية عراقية أفادت بأنه “متهم بقتل ناشطين في الاحتجاجات” بينهم إيهاب الوزني رئيس تنسيقية الاحتجاجات في كربلاء (جنوب) الذي قتل على يد مجهولين في 9 أيار/مايو الجاري.
وأثار اعتقال قاسم مصلح الذي ينحدر من محافظة كربلاء (جنوب)، استياء قادة في الحشد الشعبي.
وقال قيس الخزعلي زعيم “عصائب أهل الحق” (فصيل للحشد الشعبي) في تغريدة، إن “اعتقال قيادي مهم في الحشد بعملية خارج السياقات القانونية والعسكرية وبهذه الطريقة (..) محاولة خبيثة لإرباك الوضع الأمني وإيجاد الفوضى للدفع باتجاه إلغاء الانتخابات وتشكيل حكومة طوارئ وتعطيل الدستور”.
وأشاع هذا التطور التوتر في المنطقة الخضراء، شديدة التحصين، وسط العاصمة بغداد والتي تضم مقرات الحكومة والبرلمان والبعثات الدبلوماسية الأجنبية.
ووفق ضابط في شرطة بغداد للأناضول: “أغلقت قوات الأمن مداخل المنطقة الخضراء وفرضت إجراءات أمنية مشددة تحسبا لأي طارئ يحصل على خلفية توقيف مصلح،بعد وصول معلومات لقوات الأمن بنية مؤيدي مصلح تنظيم تظاهرة لاقتحام المنطقة”.
و”الحشد الشعبي” مؤسسة تتبع القوات المسلحة، وترتبط مباشرة برئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.وشكل الكاظمي في 27 أغسطس/ آب 2020، لجنة خاصة للتحقيق بملفات الفساد الكبرى، وأوكل مهام تنفيذ أوامر الاعتقالات إلى قوة خاصة تابعة لرئاسة الوزراء.