تصاعدت وتعددت التصريحات المتناقضة الصادرة من قيادات بالحرية والتغيير تجاه القضايا الراهنة كالحل السياسي لأزمة البلاد وكيفية المخرج من تلك الأزمة، الأمر الذي قاد الكثيرين للتنبؤ بحل التحالف قريبآ لاسيما بُعيد الحديث عن تهديد أحزاب بمغادرة التحالف حال قبلت أخرى بالحل السياسي فضلاً عن الحديث مسبقاً عن توسيع قاعدة المشاركة وتوفير خروج آمن للعسكريين، يأتي هذا في وقت ماتزال به الحرية والتغيير تتحدث عن وحدة التحالف وتتهم جهات محاولة التشويش عليها،فما الذي وإلى أين يتجه التحالف؟
تهديدات وبوادر انشقاق
و وفقاً لتقارير إعلامية برز خلاف واسع وسط مركزي الحرية والتغيير يهدّد بمغادرة أحزاب نهائيًا من المركزيّ، وكشفت صحيفة الحراك السياسي أمس الأحد، عن تفاصيل الخلافات التي تشكّل بوادر انشقاقات داخل مركزي الحرية والتغيير، وأخذت منحى خطيرًا بسبب تهديد أحزاب داخل قوى الحرية والتغيير بمغادرة المركزيّ، وأوضح بأنّ الخلافات بسبب التسوية المطروحة حاليًا، وقال إنّ مكونات المجلس المركزي تتباين مواقفها بشأن التسوية الجارية الآن والتي تضمن دخول أحزاب الاتحادي الأصل والمؤتمر الشعبي وجماعة أنصار السنة وبالتالي الخلافات بشأن مواقف بعض الأحزاب الداعم لهذه التسوية، وأشار إلى أنّ تباين المواقف داخل المركزي ما بين رافضين للتسوية ورافضين بشدة مشاركة الأحزاب التي كانت شريكة لحزب المؤتمر الوطني”المحلول” وجزء من نظامه. وكشف عن تهديد أحزاب بالخروج من مركزيّ الحرية والتغيير بسبب التسوية التي وصفها بأنها تسوية غير مقبولة، واستدلّ بعدم التوافق حولها حتى داخل الأحزاب.
طلاق بيّن بينهما
وبحسب مراقبين فإن الانقسام الذي حدث في بعض المكونات الثورية بسبب الحل السياسي للأزمة حيث أفضى إلى وجود تيارين مختلفين أحدهما الداعم للحل المرحلي أو مايسمون مجازاً بالهبوط الناعم، وآخر جذري، وبذات الوتيرة امتد ذلك الانقسام داخل الأحزاب لينعكس على وحدة تحالف الحرية والتغيير المجلس المركزي، المحلل السياسي د. عبد الناصر سلم يمضي بحديثه لـ(النورس نيوز) في هذا الإتجاه ويؤكد وجود صراع داخلي بين مكونات الحرية والتغيير واصفاً إياه بالواضح، وأشار سلم إلى ان تصريحات بعض قيادات التغيير في الآونة الأخيرة تختلف عن رأي الكثيرين،لافتاً إلى أن تيار الممانعة لا يدعم الوصول لحل سياسي، ويرفض الجلوس للحل الذي يراه في الإسقاط،بينما الطرف الآخر أو التيار الآخر يمتاز بالعقلانية ويدرك أن السياسة فن الممكن، واستبعد سلم مغادرة أحزاب من التحالف لجهة انها تأخذ ثقلها من التحالف، وأردف: من الواضح وجود تصدعات بالتحالف وتناقضات، والتحالفات تُبنى على التناسق والتجانس،منوهاً إلى أن التحالف اجتمع فقط لإسقاط البشير وأصبح الآن غير قادر على تقديم شيء، وهذا الأمر يمكن ان يؤدي الى طلاق بين بينهم.
الوحدة والعمل للتوسع
القيادي بالتحالف عادل خلف الله تحدث ل(النورس نيوز) والثقة تملأ فاه بوحدة الحرية والتغيير، مشدداً على أنهم والى الآن لم يعلنوا بشكل رسمي قبول التسوية حتى يحدث خلاف بسببها، وجزم خلف الله بأن جميع مكونات الحرية والتغيير متمسكة بالتحالف وتعمل على حشد اكبر في اطار توسيع اكبر جبهة من القوى المعارضة المناهضة للانقلاب والداعمة للتحول المدني الديمقراطي، وأضاف :هناك من يشكك في مواقف التغيير عبر إثارة هذه الأخبار، وفي ذات الوقت هذا لايعني عدم وجود فرد او مجموعة داخل مكونات الحرية والتغيير لهم وجهة نظر داخل مكونهم بخلاف مواقف التحالف