دفعت حكومة الوفاق بعناصر مسلحة وقيادات إرهابية مصنفة خطيرة إلى ساحة المظاهرات بالعاصمة طرابلس، في محاولة لاختراق الاحتجاجات وتقويض الحراك الشعبي العفوي الذي يطالب بتحسين الخدمات العامة والحد من انتشار الفساد، وكذلك للتغطية على موجة الغضب السائد ضد ممارساتها وطريقة تسييرها للدولة، بحسب ما أكد مصدر في الجيش الليبي.
ومنذ أمس الثلاثاء، توافدت حشود من مؤيدي حكومة الوفاق وأنصار رئيسها فايز السراج تقودها عناصر مسلّحة تابعة لميليشيات “بركان الغضب” الموالية للوفاق وأخرى متشدّدة، رفعت شعارات بعيدة كل البعد عن المطالب الرئيسية والحقيقية التي رفعها المتظاهرين، وحاولت كبح جماح الحراك باستخدام الرصاص الحي وتنفيذ حملة اعتقالات استهدفت ناشطي الحراك.
قيادات متطرفة في ليبيا
وفي هذا السياق، تداولت حسابات المتظاهرين والنشطاء الليبيين، صورة الإرهابي محمد يوسف الصيد من داخل ساحة المظاهرات. كما أكد العميد في الجيش الليبي خالد المحجوب، للعربية.نت، صحتها.
وحسب المحجوب، يعدّ محمد يوسف الصيد والملقب بـ”التشيكو”، أحد أخطر القيادات المتطرّفة التي قاتلت في سوريا ضمن ما يعرف بميليشيا “لواء الأمة” الموالي لتنظيم داعش، والذي أسسه الإرهابي الليبي مهدي الحاراتي، وضم مقاتلين ليبيين وسوريين، واتخذ من ريف إدلب مقرا له، قبل أن يعود إلى ليبيا، وينضم إلى كتيبة “البقرة” الموالية لتنظيم الإخوان التي تضمّ في صفوفها عناصر إرهابية وإجرامية، وتورطت في الهجوم على مطار معيتيقة بالعاصمة طرابلس، كما قادت هجوما على سجن معيتيقة لتهريب عناصر إرهابية معتقلة.
وتصدّر اجتثاث الفساد مطالب المتظاهرين الذي يرون في هذه الآفة سبباً رئيسياً في تفاقم أوضاعهم المعيشية. كما رفع المحتجين هتافات ضد المجلس الرئاسي والسراج، وضد الإخوان، والمرتزقة.
السراج يفشل في تهدئة الشارع
يشار إلى أنه وفي محاولة منه لامتصاص غضب الشارع، حاول السراج في خطاب متلفز مساء الاثنين تهدئة خواطر المحتجين بتأكيده على “الحق المشروع” لجميع الليبيين في التعبير عن آرائهم، معترفاً بـ”نصيبنا من المسؤولية” عن تدهور الوضع ومذكّراً في الوقت نفسه بأن الأزمة “مستمرة منذ سنوات”.
كما وعد بإجراء تعديل وزاري عاجل يطال خصوصاً الوزارات الخدمية، متعهداً أن يتم “اختيار الوزراء الجدد على أساس الكفاءة والقدرات وطهارة اليد”، مؤكداً أنه قد يتم اللجوء إلى اتخاذ إجراءات استثنائية لتنفيذ التعديلات الحكومية لتجاوز مشكلة المحاصصة.