حذرت منظمتا “اليونيسيف” و”إنقاذ الطفل الدولية”، الأربعاء، من أن السودان يواجه “كارثة جيلية”، حيث يتغيب ملايين الأطفال عن التعليم، مع إعادة فتح المدارس هذا الأسبوع.
ونبهت المنظمتان في بيان مشترك، أن كل الأطفال في سن المدرسة تقريبا في السودان، إما لا يذهبون للمدارس أساسا، أو يواجعون اضطرابا خطيرا في تلقي التعليم.
وقالت المنظمتان: “هناك حوالي 6.9 مليون فتاة وفتى، أي ما نسبته واحد من كل ثلاثة أطفال في سن الدراسة، ممن لا يذهبون إلى المدرسة في السودان، كما أنّ دراسة 12 مليون طفل آخرين ستتقطع بشكل كبير بسبب نقص المعلمين، ووضع البنية التحتية”.
الولاية الأكثر تضررا هي وسط دارفور، حيث لا يذهب 63 في المئة من الأطفال إلى المدرس؛ بعدها غرب دارفور بنسبة 58 في المئة، وفي المرتبة الثالثة، شرق ولاية كسلا 56 في المئة، بحسب مقابل سابق لمنظمة “يونيسيف”.
وأعيد فتح المدارس في بعض الولايات هذا الأسبوع بعد تأخيرات بسبب الفيضانات الشديدة، “لكن ملايين الأطفال ما زالوا غير قادرين على الذهاب للمدارس”.
ودمرت الفيضانات وهجمات الميليشيات أكثر من 600 مدرسة خلال شهري أغسطس وسبتمب ، بحسب وزارة التعليم السودانية.
تفتقد الكثير من المدارس في السودان للبنية التحتية
تفتقد الكثير من المدارس في السودان للبنية التحتية
وفي السودان، غالبا ما تكون المدارس عبارة عن مبان متواضعة للغاية، تفتقر إلى الأثاث أو المياه الجارية أو المراحيض.
وبحسب البيان، فقد زاد فقر التعلم بمقدار الثلث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل على صعيد العالم، وذلك بسبب حصول أسوأ صدمة للتعليم والتعلم عبر التاريخ المُدون.
واعتبرت المنظمتان أن “هذا الجيل من الطلاب، يخاطر الآن بخسارة 21 تريليون دولار من الأرباح المحتملة على مدى الحياة، حسب القيمة الحالية للدولار، أو ما يعادل 17 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي الحالي”.
وقالت ممثلة اليونيسف في السودان، مانديب أوبراين: “لا يمكن لأي بلد أن يتحمل عبء عدم معرفة ثلث أطفاله الذين في سن الدراسة، مبادئ القراءة والكتابة أو الحساب أو المهارات الرقمية. فالتعليم ليس مجرد حق، إنه أيضًا شريان حياة”.
وأكدت أوبراين، بحسب البيان، أنه “إن لم تُتّخذ إجراءات عاجلة فإن أزمة التعلم في السودان ستصبح كارثة جيليّة”
الحرة واشنطن