كشفت مصادر مقربة عن فشل كيانات سياسية في إختراق لجان المقاومة. وأكدت المصادر أن عدد من الكيانات سعت للسيطرة على اللجان لتنشيط حراك الشارع في المرحلة المقبلة. وأن بعض الإتصالات جرت مع قيادات رفيعة في اللجان لإستقطابهم والجلوس للتنسيق معهم بشأن تجميع الخلايا ورصد الميزانيات لترتيب الحراك. وأشارت التسريبات إلى أن لجان مقاومة رفضت المغريات ورفضت الإستقطاب وخدمة أجندة الغير.
وكانت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي قد أعلنت إنها تعمل على تكوين تنظيم التحالف الديمقراطي في الأحياء السكنية، ليكون تنظيماً جديداً موازياً للجان المقاومة. وقال الحزب الشيوعي إن المشاركة في المواكب تراجعت حالياً، مقارنة مع النشاط العالي لحركة الجماهير في الأشهر الماضية، لكن الحراك لا يسير في طريق مستقيم. وأكدت مركزية الشيوعي أن بناء الإصطفاف الجديد حول القوى الثورية مهم لأن قاعدة ركيزة العمل الثوري تتمثل في تكوين وتنشيط دور المنظمات الديمقراطية وسط الجماهير في مجالات السكن والعمل والدراسة.
وقال الخبير الإعلامي والمحلل السياسي محمد سعيد أن بعض الأحزاب تصر على إستخدام الثوار ولجان المقاومة وسيلة للوصول إلى كراسي السلطة، وخدمة الأغراض الشخصية والأجندة الحزبية. وشدد محمد على أن هناك وعي كبير وسط الشباب بأن ولاءهم للوطن وخدمة كل ما من شأنه تحقيق آمالهم وطموحاتهم وتطلعاتهم إلى مستقبل مشرق في وطن يسوده الأمن والسلام والإستقرار. مشيراً إلى أن أطروحات كثير من الأحزاب لا تتماشى مع مزاج الشباب الثوري.
وأكد محمد أن الحزب الشيوعي أحس بفقدانه للجان المقاومة، لذلك سعى لإنشاء كيان موازي وسط الأحياء، حتى يسيطر على قيادة الشارع في المرحلة المقبلة. وأضاف محمد أن كثير من الأحزاب تحاول منذ فترة السيطرة على لجان المقاومة، وسعت لإختراقها عبر تقديم كثير من المغريات، إلا أن الوعي الكبير الذي تميز به الثوار أجهض محاولات الإختراق والإستقطاب، فصارت بعض لجان المقاومة تعمل بعيداً عن الأطماع الحزبية والأجندة المشبوهة، وهذا الأمر لم يرض عدد من الجهات، فحاولت إختراقها وتفتيتها وإنشاء أجسام موازية لها
وأكد محمد مشروعية مطالب لجان المقاومة التي تنادي بالحرية والسلام والعدالة، كأحد أهم مطلوبات ثورة ديسمبر، وعلى قيادات الأحزاب العمل على تحقيق هذه الأهداف السامية، وطرح برامج تلبي طموحات هذا الجيل، وتخدم السودان ليحقق التعافي الوطني، ويمضي بثبات نحو التحول الديمقراطي المنشود ويبدأ مشوار التعمير والتنمية والنماء.