لعبة البرهان (3)

سبتمبر 2013 خرج الشباب ضد الانقاذ وملاوا الشوارع والطريق ويومها وقعت مقتلة كبرى راح ضحيتها العشرات ودار سجال على عدد القتلى بين المتظاهرين والحكومة. فالمتظاهرون يصرون على أن الرقم هو 250 والحكومة تقول انهم ثمانون فقط.
والواقع أن قتل النفس الواحده جريمة كبرى(ومن قتل نفسا) لكن يبقى السؤال الاهم:من قتل الناس!!!؟؟ وبعيدا عن تلك العاطفة التي تأخذ الناس بعيدا عن الحقيقة فإن الجهة التي تقتل هي التي تشيع في الناس وبسرعة البرق أن الأمن هو من قتل الناس.
في ذلك اليوم والأحداث كانت لا تزال ساخنة اتصل علي أحد النظامين وقال لي أن زملائه في الميدان عندما تواصل معهم اخبروه بأنهم قد تعرضوا لا طلاق نار هم وأفراد جهة نظامية أخرى فقال لي من الذي يطلق الرصاص فاجبته باجابة دبلوماسية تحمل معاني متعددة وليس فيها شئ قاطع.
وانا لا أعرف بالأسماء والصفات من يقتل الناس ولكني بلاشك اعرف الجهة التي تفعل هذا.
وسؤالي لكل الشعب السوداني هل عرفتم من الذي قتل الشهيد القرشي الشهيد الأول في الثورة الأولى (وكان القرشي شهيدنا الأول).
لا يعرف أحد حتى اليوم من أطلق الرصاصة الغادرة على القرشي فذهب إلى ربه شهيدا يشكو إليه ظلم قاتليه ويومها صلى على جثمانه في الخرطوم الإمام الصادق المهدي ثم نقل الجثمان إلى قريته القراصة في النيل الأبيض وهنالك صلى عليه الدكتور علي الحاج ولم يبق من سيرته سوى حديقة تحمل اسمه في قلب الخرطوم (حديقة القرشي) ولو كان متاحا للجهات الرسمية البحث والتدقيق في مقتل القرشي لوجدنا أن الجهة التي قتله هي من شيدت حديقة القرشي لتشغل الناس عن السؤال من الذي قتل القرشي.
وان من قتل القرشي هو من قتل آخر متظاهر في 30 يونيو الماضي فالجهة هي الجهة لكن يختلف المنفذ الذي يضغط على الزناد.
وهنا لا بد لنا من وقفة بعيداً عن العاطفة والانفعالات والتشنج في المواقف. ففي آخر تظاهرة خرجت للناس صور لشرطي يصوب ويقتل متظاهرا. فإن أردنا استجلاء الحقائق فلابد لنا من التفكير فيما وراء الصورة ويبرز هنا سؤال يفسر كل المؤامرة التي تحاك ضد هذا البلد وهو من الذي قام بتصوير هذا الشرطي دون غيره من رجال الشرطة الذين يملاون المكان وهذا يدل على أن من صورة كان يعلم بما سيقوم به الشرطي لتكون هذه رسالة للشعب العاطفي أن الشرطة تقتل المتظاهرين السلميين ورسالة كذلك لسادتهم في الخارج ليتخذوا ضد شرطتنا ما فعلته أمريكا قبل فتره قريبه وكذلك يريدون التغطية والتعمية على جرائهم في قتل المتظاهرين خاصة بعدما فضحهم غبائهم ببث فديو لطبيب متظاهر تم قتله برصاصة في الصدر بينما كانت الشرطه خلفه. وبتصويرهم للشرطي وهو يصوب ويقتل يبعثون برسالة تقول ان الشرطة وحدها هي من تقتل المتظاهرين وليس سواها بعدما ادانو أنفسهم بأيديهم في فديو الطبيب الذي قتلوه.
وكذلك هنا يجدر بنا أن نقارن بين موقف أمريكا مع شرطتها وموقفها من شرطتنا التي فرضت عليها عقوبات مجخفة.
شرطة أمريكا قتلت الزنجي الأمريكي جورج فلويد خنقا وأمام العدسات ولم تجد توسلاته للضابط الذي يخنقه حتى اجهز عليه وسقط ميتا فمن أولى بالعقاب إذن!!!؟
وفي هذا الموقف كذلك نجد أن السود عندما خرجوا في تظاهرات عارمة ضد الشرطة شعارها حياة السود مهمه لم يطالبوا بحل الشرطة وتصفيتها كما يفعل هؤلاء العملاء في بلدنا.
فالاستهداف يشمل كل مراكز قوتنا من جيش وشرطة وأمن بغرض الدمار الشامل لهذه الأجهزة وحينها نصبح فريسة سهلة لكل غازي.
وهذا يجعلنا نتسال عن أمر مهم آخر وهو أن الجرائم التي ثبتت بالدليل القاطع كانت فقط ضد أفرادا من جهاز الأمن وهما جريمتي قتل الشهيد محجوب التاج محجوب والشهيد أحمد الخير.
في البدء يجب أن نتفق ان كل قاتل يجب أن يقتل قصاصا وحدا وعدالة واؤيد وبشده تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة ضد هؤلاء القتله.
لكن هنا أيضا لنا وقفة لماذا توفرت كل الأدلة ضد جريمتي قتل ارتكبهما بعض الخاطئن من جهاز الأمن؟ و لماذا لم يتم تصوير مئات عمليات القنص والقتل التي وقعت طيلة الفترة الماضية!!!؟
يتضح لنا مما سبق أن الهدف الرئيس هو خلق عداء بين الشعب وقواته النظامية حتى إذا ما قالوا إن هذه القوات النظامية يجب حلها فلا تجد أحدا يدافع عنها تماما مثل مافعلوا مع الجنوب فقد حرضوا الجنوبيين على ارتكاب أعمال طائشة في
أنحاء متفرقة من السودان الشمالي حتى ضاق الناس منها
ومن تصرفاتهم المدفوعون عليها من قبل جهات كانت تخطط لكل شئ.
وهنا نقول ان علم الجريمة يقول اذا ارت أن تستدل على قاتل فابحث عن المستفيد لذلك سأعود إلى ذلك الشرطي الذي قتل متظاهرا مؤخرا وتم تصويره وهو يرتكب جريمته النكراء لنسال سؤالا يفرض نفسه ما هو العداء المستحكم بين الشرطي وذلك المتظاهر الذي لم يراه في حياته إلا لحظة قتله؟؟ ليبذل الشرطي مجهودا خارقا حتى يستطيع مخالفة التعليمات بعدم التسلح ليحصل على سلاح بذخيرته.
وهل سهل على ذلك الشرطي البسيط الحصول على سلاح مع كل ذلك التشديد في إجراءات عدم التسلح عند الخروج للمظاهرات؟
ولماذا لم يكن هنالك شرطيا مسلحا غيره؟؟
إذن الهدف الوحيد من كل هذا هو توثيق إدانة مصورة ضد شرطي واحد ليوصموا بها كل الشرطة
يتبع…

ابراهيم العرضي