من المرتقب أن يلتقي رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، مع رئيس «الحركة الشعبية شمال» عبد العزيز الحلو، اليوم السبت، لمحاولة ضمه إلى اتفاق السلام، فيما جدد القيادي عبد الواحد نور هجومه على الاتفاق بعد توقيع الحكومة مع أحد المنشقين عنه.
تنشيط الحوار مع الحلو:
وقال توت قلواك، المستشار الأمني لرئيس جنوب السودان، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السودانية: «البرهان سيتوجه إلى جوبا السبت (اليوم) لتنشيط الحوار مع الحركة الشعبية شمال، وعقد اجتماع مغلق مع عبد العزيز الحلو».
وكان نائب رئيس مجلس السيادة، محمد حمدان دقلو «حميدتي» ورئيس جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، التقيا، في جوبا أمس الأول، حسب ما أوضح بيان للمجلس السيادي وبحثا «العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها في كافة المجالات».
وأطلع «حميدتي» سلفا كير على «سير تنفيذ اتفاق السلام وتشكيل حكومة الفترة الانتقالية بمشاركة الحركات الموقعة على اتفاق السلام».
ووفق قلواك «حميدتي أطمأن على خطوات تنفيذ اتفاق السلام في دولة جنوب السودان بوصفه ضامنا للاتفاق».
التواصل لم ينقطع:
ولم ينف مصدر قيادي مطلع في الحكومة الانتقالية أو يؤكد انعقاد اللقاء المرتقب اليوم السبت بين البرهان والحلو، وقال لـ«القدس العربي»: «تواصلنا لم ينقطع مع المجموعات الرافضة لاتفاق جوبا، وقناعتنا لم تتزحزح بضرورة الوصول إلى سلام شامل مهما كان ثمنه أو موضوعاته التي لا تمثل قلقا كبيرا بقدر ما نحتاج إلى ثقة إخواننا في الحركة الشعبية».
وزاد: أن «هذا هو الوقت المناسب لإنهاء الحروب، دون أن يحمل أي طرف منا الآخرين ما لا يطيقونه».
وتابع «عدم الثقة هذا ظاهر في رفض عدد من قيادات الحركة في جبال النوبة إيصال مساعدات غذائية من برنامج الغذاء العالمي للمتأثرين في مناطق سيطرة الحركة عبر مدن الخرطوم والأبيض وهذه مغالاة ومبالغة في عدم الثقة. هذه حكومة ثورة وفيها كل المكونات وليست حكومة المخلوع عمر البشير (الرئيس السابق للبلاد)».
وسبق أن التقى البرهان والحلو مطلع هذا الشهر في العاصمة جوبا، دون أن ترشح أي تفاصيل حول الاجتماع، باستثناء تصريحات مسؤول في «الحركة الشعبية» قال فيها إن لقاء الرجلين رمى لكسر الجمود الذي يلف عملية السلام.
عبدالواحد نور يرفض إتفاق جوبا:
في السياق نفسه، نقلت صحيفة «السوداني» المحلية أمس الجمعة عن نور الموجود في جوبا حالياً، قوله إن «اتفاق السلام، الذي وقع في جوبا بين الحكومة والجبهة الثورية والتي تضم عدداً من الحركات المسلحة ـ ليس بينها حركته ـ سيعمق الأزمة ولن يحلها، واعتبره اتفاق محاصصة لم يخاطب جذور الأزمة ولم يحكم بالتساوي» وذلك أثناء تواصله عبر الهاتف مع راعي اتحاد الشمال، أشرف سيد أحمد الكاردينال، متحدثاً عن اتفاق جوبا والعيوب التي صاحبت الاتفاقية ورفضه التام لما جاء فيها.
وقال نور حسب المصدر نفسه أن حركته رفضت في وقت سابقٍ «الانخراط في العملية لكونها تتم بالطريقة نفسها التي كانت متبعة إبان العهد البائد».
وأضاف «حركتنا تحمل مبادرة بديلة ذات أطر جديدة، تعتمد على إشراك جميع أطياف الشعب السوداني بما فيها اتحاد الشمال برعاية الكاردينال».