هل تساءل السودانيون وفكروا بعمق لماذا تهتم امريكا بالسودان اكثر من اى دولة عربية او افريقية اخرى؟ ولماذا تعاظم اهتمام امريكا بالسودان منذ ان اعلن نميري تطبيق قوانين الشربعة الاسلامية عام 83 ثم ازداد اهتمام امريكا اكثر بالسودان منذ انقلاب عمر البشير والذى كانت تعتقد امريكا ان ينتج عنه الغاء القوانين التى طبقها نميري وذلك وفقا لتقارير استخباراتة شارك فيها سفراء مصر وامريكا وقتها افادت بأن البشير ورفاقه فى انقلاب عام 89 عسكريين كعسكر مصر لن يكونوا حريصين على تطبيق الشريعة.
فى ندوة سياسية فى لندن لخص خبراء في الشؤون السياسية فى دول افريقيا ودول الشرق الاوسط والقرن الافريقي اسباب اهتمام امريكا بالسودان فيما يلى :
– السودان دولة غنية بالثروات وهو مدخل لافريقيا ولقد ازعج التعاون الصيني السودانى الشركات الامريكية الكبرى التى تتحكم فى صناعة القرار الامريكى .
– بعد ان ظهرت توجهات حكومة البشير الاسلامية واتباعه سياسة الاعتماد على الذات باطلاق شعارات ( نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ) قررت امريكا الضغط على البشير بوقف مشاريع انتاج البترول التى كانت قد بدأتها امريكا واستعملتها امريكا كاداة ضغط على الحكومات التي اعقبت حكومة نميري.
– استطاع البشير ان ينشئ شراكات مع الصين فنجح فى انتاج النفط مما ادى بامريكا الى حصار السودان اقتصاديا عام 93.
– نجح البشير بالتحرر من قيودات الحظر الامريكي وقام ببناء بنية تحتية قوية ومصانع لللاحتياجات المدنية الاستراتيجية ومصانع اسلحة متطورة واصبح السودان بذلك دولة تهدد امن اسرائيل( او ما تعبر عن دائماامريكا بمصالها الاقتصادية ) ويقف السودان حجر عثرة فى طريق صفقة القرن التى حاول ترمب ان ينجزها اثناء فترة حكمه .
– البشير بسياساته التى تعامل امريكا بندية وترفض رهن قرار السودان باوامر امريكا بدا وكانه خطرا يهدد الاقتصاد الامريكى فى افريقيا وخافت امريكا على ان يكون مثالا يحتذى لدول افريقية وعربية مجاورة للسودان ولذلك فلقد عملت امريكا من وراء ستار المعارضة السودانية فى محاولات عديدة الى ان نجحت اخيرا فى اسقاط حكومة البشير قبل عامين لكن هناك اشكاليات تواجه امريكا اليوم واهمها انها لا تجد قوى سياسية عالمانية قادرة على حكم السودان بديلا عن الاسلاميين .
– اخيرا فان امريكا التى ورثت بريطانيا تعتبر السودان بموقعه الجغرافى وتنفذ المسلمين والعرب فيه خطرا يمكن من خلاله انتشار الاسلام فى دول افريفيا المجاورة للاسلام. انتهى ايراد اهم النقاط التى وردت فى المؤتمر .
بناء على ما سبق فاننى اود ان اذكر وانصح شعب السودان :
— اننا يجب ان لانتظر كن امريكا او غيرها ان تدير لنا شؤون بلادنا وعلينا ان نتذكر ان الاوربيين انفسهم عندما هاجروا الى امريكا اعتمدوا على انفسهم واشتغلوا بايديهم الى ان طوروا الالات الزراعية ونحن الان فى وضع افضل اذ يمكننا ان ننهض زراعيا باستعمال الالات والتقنيات الزراعية بتصنيعها محليا بلاستعانة بخبرات كل دول العالم بما فيها امريكا التى تقول انها قد رفعت عنا الحظر . نحن لا نحتاج لاستيراد نظم حكم من الخارج ولا نحتاج لان يدير بلادنا احد من الامم المتحدة ولا غيرها علينا فقط لن نعتمد على كفاءتنا وننتخب بالشوري من يحكمنا ونترك لهم امر سياسة وتكوين هذه البلد مؤسساتها الدستورية نجتهد نحن فى تجويد انتاجنا كل فى مجاله ونعتمد بعد الله على انفسنا .
(م .نصر رضوان)