في تحرك جديد من تنظيم الإخوان للالتفاف على خارطة الطريق التي تسعى الأمم المتحدة لتطبيقها في ليبيا، أعلن أحد قيادات التنظيم، رئيس ما يعرف بـ”المجلس الأعلى للدولة”، خالد المشري، عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.
ويأتي هذا التحرك بعد أيام من تهديدات أميركية، أطلقتها واشنطن على لسان مندوبتها لدى الأمم المتحدة، ليندا غرينفيلد، بحق معرقلي إجراء الانتخابات في ليبيا.
إعلان الإخواني المشري ترشحه، خطوة عدها مراقبون تدل على يأس تنظيم الإخوان من محاولة تأجيل الانتخابات في ليبيا بحجة الاستفتاء على الدستور، وتهدف أيضا إلى محاولة تنظيم صفوفه، بعد الخسائر التي مني بها في الانتخابات البلدية، التي جرت قبل أشهر في معقله بغرب ليبيا.
يقول المحلل السياسي الليبي، العربي الورفلي، في تصريحات لمصادر، إن المشري الذي هو أحد قيادات الإخوان في ليبيا، وأحد الأطراف الذين عملوا على استنساخ ما يسمي بالمؤتمر الوطني وفق اتفاق الصخيرات المعروف، يسعى مع تنظيم الإخوان للبقاء في السلطة، والاستحواذ على أكبر قدر من المناصب السيادية.
وأوضح المحلل السياسي الليبي، أن إعلان المشري دراسة أمر انتخابه، يعد جزءًا من خطة إخوانية تتضمن خطوات محددة، الأولى محاولة عرقلة الانتخابات من أجل الاستمرار والاستفادة من الوضع القائم، فيما تعتمد الخطوة الثانية على الدفع بضرورة إجراء استفتاء على الدستور، الذي يدركون جيدًا موقف الشعب الليبي الرافض له، مما يتيح لهم كسب المزيد من الوقت.
استخدام الميليشيات لإفساد الانتخابات
وأشار المحلل السياسي إلى أن الخطوة الثالثة والأخيرة من الخطة الإخوانية هي الدخول إلى الانتخابات عبر التحالف مع أطراف تبدو مستقلة، لكنها تدين بالولاء للإخوان، مؤكدًا أن التنظيم وخالد المشري يسعيان لإفساد الانتخابات ودعم الفوضى باستخدام الميليشيات، إذا ما رأوا أن الانتخابات لن تكون في صالحهم.
وحول فرص نجاحهم، قال العربي الورفلي، إنه إذا جرت انتخابات حرة ونزيهة، تحت رقابة دولية وضمانات دولية أهمها حماية صناديق الاقتراع، فإن الاخوان لن ينالوا شيئًا من الأصوات؛ كونهم تنظيم مغضوب عليه في ليبيا.
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي الليبي طاهر الطيب، في تصريحات لمصادر، إعلان المشري رغبته الترشح للرئاسة، “جس نبض” لردة فعل الشارع الليبي، معبرًا عن اعتقاده بأن تنظيم الإخوان لن يدفع بشخصيات “محروقة وفاقدة للدعم الشعبي”، في إشارة للمشري.
وأشار إلى أن أسلوب التنظيم الإخواني في الانتخابات المقبلة، سيكون عبر تعطيلها بطرق غير مباشرة أو الدفع بشخصيات ليست معروفة بالانتماء لتيار “الإسلام السياسي”، لكنها تكون مدعومة من قبلهم، في محاولة منهم لاستكمال حلقة التحكم فيمن يكون رئيسا للبلاد.
وأكد أن فئة قليلة جدًا ممن هم بالمشهد السياسي الآن سيكون لهم قبول لدي الشارع الليبي إذا ما أعلنوا ترشحهم، خاصة أن الليبيين تمرسوا واكتسبوا خبره خلال السنوات العشر الماضية، وأصبحت “البروباغندا والميديا لا تؤثر فيهم أو تحدد اختياراتهم”.