ليبيا في ظل الأزمات والمهددات.. صعوبات استقرار وتقلبات داخلية

واجهت ليبيا العديد من الأزمات وذلك بسبب التهميش وغياب الأمن وانعدام الخدمات الأساسية على مدى ال10 سنوات الماضية، وهي عوامل خلقت تربة خصبة لنمو وانتشار الجماعات الإرهابية، والعصابات الإجرامية بالإضافة إلى انهيار الخدمات المعيشية لتتفاقم معاناة وأوجاع السكان المحليين، ما اضطرهم للخروج في وقفات احتجاجية متكررة خلال السنوات الماضية، واستمرار مطالبتهم بتحسين أوضاعهم المعيشية.

ولعل الجنوب الليبي المعروف بإقليم فزان، يمثل نموذجا واضحا على المخاطر والأزمات التي تهدد استعادة الاستقرار في عموم البلاد. 


مكونات منطقة فزان من قوى اجتماعية وأمنية وعسكرية، ونشطاء المجتمع المدني أصدرت، حذرت أكثر من مرة من انهيار الخدمات الحياتية اليومية في الجنوب، وانعدام الخطط التنموية يشكل تهديد خطير لحالة الاستقرار المنشودة لليبيا.


كما حذرت من خطورة استمرار حالة التجاهل من قبل السلطة الانتقالية الجديدة بكل مستوياتها، فيما يتعلق باحتياجات الجنوب ومواطنيه.

بيان


المكونات الاجتماعية في فزان أطلقت بيانا قالت فيه إن الجنوب لا يزال يضع ميزان العقل والروح الوطنية حائلًا دون اللجوء لاستخدام سبل الابتزاز، من خلال قفل المنشآت الحيوية، مشيرا وفقا للبيان إلى استخدام مناطق أخرى في ليبيا لهذا الأسلوب لتحقيق مطالبهم.


القوى الشعبية في الجنوب، طالبت حكومة الوحدة الوطنية بالتحرك بشكل سريع لاتخاذ خطوات حقيقية وفاعلة، لتحقيق مطالب الجنوب المتمثلة في تنفيذ خطط التنمية وإنقاذ أهل فزان عبر ممثليهم في المؤسسات المعترف بها والمدعومة من أهل الجنوب.


البيان رفض أي قرارات تكليف فردية، لشخصيات من فزان دون الحصول على رأي ومشورة ممثلي الإقليم في السلطة الانتقالية، مؤكدا أهمية إنجاز ملف توحيد المؤسسة العسكرية في الجنوب، وإنهاء وجود القوات الأجنبية، بالإضافة إلى تفعيل الأجهزة الأمنية وحماية الحقول النفطية عبر الأجهزة الرسمية، وتقوية جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، وحرس الحدود.


كما طالب بتوسيع عضوية اللجنة العسكرية المشتركة، وإضافة 5 عسكريين يمثلون فزان، بالإضافة ضرورة تحرك وزارة الداخلية، عبر تشكيل قوى أمنية تفرض الأمن وتحمي المواطنين، والمرافق الخدمية والطرق والبوابات بمنطقة فزان.


البيان شدد على المضي قدما في ملف المصالحة الوطنية، وتحقيق عودة المهجرين من مرزق وباقي المدن والمناطق، وإيلاء الأهمية لملف جبر الضرر وإعادة الإعمار، إلى جانب تأمين الحكومة لوصول إمدادات الوقود وغاز الطهي، وتوفير مستلزمات ومواد تشغيل المراكز الطبية، ومطارات سبها وغات وتسيير الرحلات منها وإليها. 


كما طالب البيان بالإسراع في تسمية وكلاء الجنوب بالحكومة، بالتشاور مع ممثل فزان، رمضان أبوجناح نائب رئيس مجلس الوزراء، بالإضافة إلى إشراك مكونات الجنوب في تفعيل القرار المتعلق بتخصيص مليار دينار للمنطقة، إلى جانب إقرار وتفعيل صندوق تنمية وإعمار فزان، والحرص على أن تكون مخصصاته كافية لتغطية كافة المدن والمناطق التي تعرضت للحروب خلال السنوات الماضية وتعاني اليوم نقص المرافق والخدمات.