خسرت قحت كثيراً بتجربتها في الحكم، وهي خسائر لا يعوضها التمكين المباد/المتجدد في مفاصل السلطة، فهو النمكين الذي أثبت عدم جدارتها، وفشلها على كافة الصعد :-
▪️ ثبوت سيولتها المبدئية والأخلاقية، وانتهازيتها العارية، فقد كانت تؤيد علناً ما جرى في مصر من إطاحة بالنظام المنتخب، وهي الآن تستجمع كل حججها،وكل قدراتها الإقناعية لتقنع الشعب بأن ما جرى في السودان من تصحيح – تجري الآن إعادة تصحيحه لمصلحتها بواسطة حمدوك – يشبه ما جرى في مصر !!
▪️ ثبوت لامبدئية موقفها من القوى النظامية، إذ لم تصطف خلفها وتدعمها بحماس إلا في حالة التشجيع على ضرب خصومها ( حميدتي الضكران الخوف الكيزان، حادثة هيئة العمليات، ضرب التظاهرات والاعتداء حتى على الافطارات الرمضانية )، أما في معارك الفشقة فقد كان التشكيك والتخذيل هما سيدا الموقف.
▪️ ثبوت عزمها على تطبيق روشتة اقتصادية شديدة القسوة تضعها المؤسسات الغربية الرأسمالية، على عكس ما كانت تبشر الجماهير به . وحتى الأحزاب التي كانت تصدر بيانات الرفض كانت في اليوم التالي تنتقل إلى تبشير الجماهير بثمرات الروشتة !
▪️ وثبوت التدهور الكبير في خدمات الصحة والتعليم والمياه والكهرباء وغيرها رغم دعاوي مضاعفة الميزانيات، ورغم مضاعفة الأسعار .وثبوت عدم تحملها للمسؤولية عن سياساتها، وإسرافها في استخدام الشماعات، فقد كانت تدعي أن المعاناة الناتجة من سياساتها الاقتصادية القاسية إنما هي مسؤولية أطراف أخرى ( الكيزان، الجيش، الدعم السريع .. )
▪️ ثبوت عزمها الأكيد على تطبيق نسخة متطرفة من مشروعها العلماني التغريبي الذي وعدت بعد التغيير بأنها لن تطبقه لأنه، كما أقرت وقتها، ليس من اختصاص حكومة الانتقال، لكن الكل يعلمون أن هذا التطمين جاء بسبب يقينها بالرفض الشعبي الكبير للعلمانية .
▪️ ثبوت أن إرضاء الغرب يعلو عندها على إرضاء الجماهير، الأمر الذي جعلها تستعجل تطبيق العلمانية بتشجيع من الغرب، واعتماداً على حماس تتوقعه من قاع المجتمع، على أن تتكفل الأعلاف بتخدير بقية الجماهير .
▪️ ثبوت قابليتها للمساومة بـ أو بيع القليل من مواقفها المبدئية التي لم تكن تصادم الوجدان الشعبي ( رفض التطبيع، معاداة الإمبريالية، ورفض الإملاءات الخارجية)، وقد بلغت أهمية هذه المساومات أنها أصبحت أهم ما تتفاخر به وقت الحكم تحت عنوان ( العودة إلى العالم )، وأهم ما تعتمد عليه بعد الخروج من الحكم تحت عنوان ( سفارة سفارة من أجل “العودة إلى المسار الديمقراطي كما يقول السادة الأمريكان” ) كما قال الناطق الرسمي جعفر حسن (سفارات) .
▪️ ثبوت تماهيها التام مع عقوبات الغرب على السودان دون النظر إلى الأهداف الغربية الحقيقية منها، ودون الاهتمام بآثارها المدمرة ، وتوظيفها لخدمة أجندة الأحزاب الصغيرة، وثبوت إبتزازها للشعب بقاعدة ( إما أن نحكمكم أو يعاقبكم الغرب ) !
▪️ ثبوت رغبتها في التكويش الانتقالي، ورعبها من الانتخابات إلى درجة أنها عندما كانت تبشر جماهيرها بمدنية كاملة، كانت تستجدي العساكر في المفاوضات للبقاء لأطول فترة ممكنة، وإلى درجة أنها لم تجد حجة رئيسية تسند موقفها سوى القول بأن خطر فوز الإسلاميين المحاصرين المحظورين لا زال قائماً، وهي التي كانت تقول بأنهم من قلة أعدادهم كانوا يحتاجون، وهم في عز مجدهم، إلى التزوير في انتخابات لم تكن هي تنافسهم فيها !!
إبراهيم عثمان