ما هو مستقبل حمدوك السياسي ؟

مر ما يقارب التسعة شهور علي حكومة الفترة الانتقالية في السودان برئاسة الدكتور عبد الله حمدوك لمجلس الوزراء ، وهي فترة ليست بالقصيرة  لتحقيق اهداف الثورة التي وضعت وباتت مطالب شعبية لابد من تحقيقها .

ولكن سير حكومة حمدوك بطيء للغاية ولم تتحقق المطالب بعد ولم يتم اي اصلاح سياسي او اقتصادي حتى الان .

سياسياً قضية السلام لا زالت معلقه في الهواء ويوجد العديد من الخلافات بين قادة الكفاح المسلح والجيش لذلك لم تتجز في الست شهور الاولى وتم تمديدها.

فالكل يسعى الى ضمانات لا رجعة فيها قبل التوقيع علي الاتفاقيات والكل يضع افضل خيارات لمصلحته في طاولات التفاوض.

واضافة الى الخلافات السياسية ان مكونات الحرية والتغيير داخلها خلافات كبيرة قد تنسف بحركة سير الفترة الانتقالية الى الامام واخر تلك الخلافات كانت بالامس .

حيث اعلن حزب الامة الممثلة لنداء السودان في اعلان الحرية والتغيير اعلن تجميد نشاطه لاسبوعين في تحالف قوى الحرية والتغيير حتى تغير شكل سياستها الحالية.

اما الجانب الاخر وهو الاصلاح الاقتصادي  والازمات التي يعاني منها الشعب السوداني ، فهي في التسع شهور الماضية تضاعفت الى الاسوء وبات كل شي صعب في السودان والمواطن في كل صباح يجد معاناة اكبر .

هذا الواقع جعلنا نتسائل عن مدى نجاح او فشل  مستقبل حمدوك السياسي في السودان  وما هي التنبؤات والسيناريوهات المتوقعة لكل ذلك ؟

إفادات المواطنون والنشطاء لموقع المراسل

وقالت الطالبة في جامعه الخرطوم شروق عبد الله :” ان مستقبل حمدوك السياسي يمر بفترة صعبه للغاية خاصة مع الازمة الاقتصادية التي تؤثر بشكل مباشر على المواطن  ولكن مع الصبر  والدعم الشعبي  وخطط العمل الجاده يمكنه ان يحول كل شي في السودان الي الافضل في الشهور القادمة”

وتحدث الناشط الشاذلي موسى عن مستقبل حمدوك السياسي قائلاً :” حمدوك لن يكون له مستقبل سياسي اذا استمر بهذا الزهد في السلطة ولم يستخدم نفوذه مع التعامل مع كل الامور السياسيه والاقتصادية بحسم ، فهو في حرب مع نظام دكتاتوري استولى علي السلطة 30 عاماً لذلك يجب ان يكون يقظاً.

وفي مزيد من الافادات عن مستقبل حمدوك السياسي اضاف الامام والشيخ وضاح حسن  قائلاً :”  بصمة حمدوك الواضحة ستظهر عندما يتولى المدنيين السلطة الكاملة بعد عام من الان  سيبدأ التغيير الحقيقي وقتها ونجني ثمار الثورة  والان هو يبذل كل مافي وسعه ولكن تضع امامه المتاريس والعراقيل “

وقال استاذ اللغة الفرنسية  محمد النعمة :” حمدوك كفرد قوي وقادر على التغيير ولكن الالية السياسية المكونة في شخصيات الوزراء ضعيفه وهم كانوا خصماً له ومعظم وزراء الفترة الانتقالية شخصياتهم ضعيفه وليسوا بسياسين لهم التجربة التي تجعل حمدوك ينجح في الفترة الانتقالية “.

واضافت اساتذة اللغة الانجليزية اخلاص التاج قائلة :” التحديات كبيرة امامه واذا منح المزيد من الوقت والصبر سيكون قادراً علي التغيير  وترتيب الاوضاع السياسية والاقتصادية ويخرج بالبلاد من كل الازمات “.

وتحدث لموقع المراسل الصحفي عماد الدين ميرغني قائلاً : مستقبل حمدوك متعلق باتفاقية السلام  والاصلاحات الاقتصادية واذا تمكن من من انجازهم سيدخل التاريخ كرجل قومي في تاريخ السودان ، والان هو محاط بالعراقيل من النظام البائد الى خلافات الحرية والتغيير ولكن الالتفاف الشعبي حوله هو من يسنده ويدعمه”.

واضاف الناشط محمد الحسن ابسوقي :” على حمدوك ان يوثق شراكته مع العسكر ويقويها حتى يتمكن من تحقيق تغيير فعلي في الواقع واذا لم يصل معهم الي اتفاق واضح  لن يستطيع العبور الى الامام وتحقيق اصلاحاته الاقتصاديه في الوقت الراهن “.

الخلاصة

حمدوك امام فرصة تاريخية لكي يكون رمزاً مثله مثل مانديلا والزعماء الذين غيروا من الصفر وباتوا رموزاً شعبيه واقيليمية وعالمية ومدارس في الانسانية .

هذه الفرصه عاقبتها التحديات والتعقيدات في الدولة السودانية سوى كانت سياسية او اقتصادية واذا تمكن من خوض تجربته بطريقته الخاصة مع دعم الشعب والثوار له سيتمكن من العبور وصناعة التاريخ واذا انتظر اكثر من ذلك لصناعة التغيير فان مستقبله سيكون معلقاً في الهواء .