كتب الشيخ العبيد ود بدر سيرته بماء الذهب في سفر التاريخ السوداني سياسيا (مع المهدية) ودينيا (في عالم التصوف). حتى قال مادحه: (تمساح الأربعين يا مكدك نايبك سنين نادر ود بدر الفي أم ضبان ساسك متين). وها هو التاريخ يعيد نفسه ليخرج من صلب ذلك الرجل تمساح آخر له القدرة على السباحة في مياه الراهن الضحلة. إنه فخر السودان الشيخ الطيب الجد. بالأمس واستجابة لدعوته لكل الفاعلين في الساحة (أن هلموا) لإنتشال الوطن من بئر الخلافات. تداعى نفر كريم. واللافت في الأمر أن نتائج لقاء القاهرة بين الأمة القومي والإتحادي قد ظهرت بالأمس. والدليل حضور رئيس حزب الأمة القومي المستقبلي سعادة الأمير عبد الرحمن الصادق. ومقرونا بهذا الحضور اتهام مريومة لحمدوك بالديكتاتوري يشير إلى قراءة سليمة للحزب بأن (حلة) ود بدر أوشكت على النضج. وبذا يكون الحزب قد بعثها لبنى قحت أغنية (أصلي من دنياك مهاجر). وقراءة ما بين سطور النقد الذي قدمته قحت لتجربتها في الحكم تشير إلى الموافقة ضمنيا منها للحاق ببص ود بدر في اللحظة الأخير. وأظن الغالبية الآن يهتفون (بي وين السكة يا أنت). بعد أن (صرف الشيوعي النظر عنهم). واستبدلهم في تكتيكاته المخالفة لإجماع الشارع باللافتات التي يختبيء تحتها مثل: بندقية الحلو ونور وملوك الإشتباك وغاضبون ولجان القمامة ولجنة الأطباء وتجمع المندسين… إلخ. ليسبح في خضم (مياه صرفه) التي أجراها منذ أول يوم في ثورة فولكر في وديان السودان. خلاصة الأمر نبشر الشارع بأن مائدة (بني ود بدر) المستديرة ذات المن والسلوى هي الترياق من جوع التشرذم الماثل. وبعدها سوف يظهر قمر حكومة التوافق والتراضي الوطني قريبا في سماء الفترة الإنتقالية ليلعب الشعب (شليل السماحة). ومن ثم يضئ الطريق للإنتخابات المقبلة. ليودع الشعب (ليلا مظلما وثقيلا). ليقف غدار شعبه (الشيوعي) وحيدا بعد أن جرب الشعب (معاهو كل السبل وإيديهو ليهو ما قصرت) لإنجاح الثورة. ولكن هيهات.
الأحد ٢٠٢٢/٧/٢٤