مجلة أمريكية: سياسة واشنطن تجاه السودان ركزت على تغيير البشير وفشلت في دعم القوى المدنية

نشرت مجلة “فورين أفيرز” مقالا لميشيل غافين، الموظفة البارزة في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي والمديرة السابقة لإفريقيا في مجلس الأمن القومي، حللت فيه مظاهر الفشل الأمريكي في السودان.

ودعت في مقالها واشنطن أن تتحلى بثقة أكبر في القوى المؤيدة للديمقراطية في السودان. فهذه القوى التي اندفعت إلى الشوارع في نهاية 2018 وبداية 2019 ساعدت على تحقيق حلم راوغ الإدارة الأمريكية ولثلاثة عقود، وهو التخلص من نظام ديكتاتوري فاسد لعمر البشير. وتمت الإطاحة به وسط تظاهرات حاشدة وانقلاب عسكري، مما اعتبر فرصة للإصلاح والديمقراطية بالبلاد، ولم تتوقف تظاهرات المواطنين المطالبة بتحول ديمقراطي شامل، بشكل قاد إلى حكومة انتقالية ووعد بعقد انتخابات تنقل السلطة للمدنيين. إلا أن الخطة الانتقالية لم تسر حسب المخطط لها، فقد خاض العسكريون والمدنيون على مدى عامين صراعا مستمرا وفشلوا في الاتفاق على الأولويات، مما قاد إلى سيطرة الجيش في انقلاب ثان في أكتوبر 2021.

وأكثر من هذا فقد كان موقف الولايات المتحدة مثبطا للعزيمة ومثيرا للحيرة، فبدلا من تبني القوى التي حققت ما عجزت عن تحقيقه، بدت بعيدة عنها وبل وأبدت احتراما للعسكر الذين يريدون الحفاظ على بنى السلطة القديمة في السودان. ولا يمكن تفسير التناقض الظاهري هذا عبر تحول في المصالح الأمريكية بالسودان، ولكنه ينبع من النهج الشخصاني تجاه البلد، فبعد عقود من تشكيل السياسة من السودان حول البشير وحزب المؤتمر الوطني الذي قاده، بدت واشنطن غير قادرة على التعامل مع النظام السياسي الذي خلفه دون تخيل أي شيء مختلف، مايشير بحسب الكاتبة الى ان أمريكا لم تكن في السودان أبعد من ازاحة البشير عن السلطة