مجلس البجا.. هل تفرق المطالب قيادات؟!


يبدو أن الفجوة داخل المجلس الأعلى لنظارات البجا أصبحت كبيرة لدرجة أن الخلافات باتت ظاهرة للعيان واتضحت في التصريحات المتضاربة لقيادات البجا، ففي الوقت الذي أعلنت فيه مجموعة عن اتجاهها لتصعيد الموقف بإغلاق الشرق، دحض رئيس المجلس ترك تلك المزاعم وأكد عدم نيتهم إتخاذ ذلك الموقف حال عدم الاستجابة لمطالبهم المتمثلة في إقالة الوالي ومطالب أخرى تتعلق بتقاسم الموارد ..

إنتهاء المهلة

وكان أنصار المجلس الأعلى لنظارات البجا دخلوا في اعتصام أمام مقر الحكومة المحلية لولاية البحر الأحمر، وإنتهت المهلة التي حددها المجلس بـ (72) ساعة بالأحد، لتنفيذ مطلب إقالة الوالي ومطالب أخرى تتعلق بتقاسم الموارد أو التصعيد ضد الحكومة المحلية، وبحسب ماورد فأن مقرر مجلس البجا عبد الله أوبشار قال إن (العشرات من قادة وأنصار المجلس دخلوا في إعتصام أمام مقر حكومة البحر الأحمر، بسبب عدم الاستجابة لمطالبهم، وأضاف: “لن نرفع الإعتصام إلا بعد إقالة الوالي وإلغاء مسار الشرق، وكل خيارات التصعيد مفتوحة أمامنا بما في ذلك إغلاق شرق البلاد مرةً أخرى”.

تناقض مواقف

في غضون ذلك أكد رئيس المجلس محمد الأمين ترك عدم إغلاق الشرق مرةً أخرى حال لم تنفذ مطالبهم، وقال ترك لـ “سودان تربيون”، إنه دعا لعقد إجتماع عاجل لـ “مناقشة قضايا الشرق والتوصل إلى حلول نهائية أو الدعوة لعقد مؤتمر عام تُسلم فيه الأمانة إلى أهلها”، وأضاف: “أصبحنا غير راضين عن سير الخطوات في ملف الشرق الذي لا تنفع فيه المسكنات: إما الإعتراف بالقضية أو الإتجاه إلى تقرير المصير”.

إغلاق سابق

وسبق أن نفذ المجلس إغلاقاً شاملاً لميناء بورتسودان والطرق المؤدية للإقليم الشرقي في العام السابق بسبب عدم تنفيذ مطالبهم المتعلقة بإلغاء مسار الشرق المضمن في إتفاق السلام، وتم رفع الإغلاق بعد الوعود التي منحت من قبل لجنة تم تكوينها برئاسة نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي محمد حمدان دقلو “حميدتي” لإيجاد حلول لأزمة الشرق.

إجتماع هام

من جانبه كشف قيادي بمجلس البجا فضل حجب اسمه حديثه لـ (الانتباهة) أن الإجتماع المزمع عقده لمناقشة قضية الشرق وإنقسام التنظيم سيجد حلولاً للمشكلة حتي لاتتفاقم، وأكد أن المشكلة ستمثل شرخاً كبيراً داخل التنظيم لذلك فأن تداركها أهم من قضية الشرق لأن أية مشكلة ستجعل القيادات تتناسى القضية المهمة وستكون مشغولة بخلافات شركاء، لافتاً إلى أن الخلافات ستؤدي إلى إنقسامات أكثر وهذه مخاوف ستجعل من الأهمية بمكان حسم أي خلاف أو إشكال داخلي.

أمر وارد

المحلل السياسي الرشيد مصطفى أكد أن الإنقسام أمر وارد جداً خاصة خلال هذه المرحلة لجهة أن هناك مجموعة تؤيد الإنقلاب ولاتريد استقرار الوضع وتفتعل المشاكل بأي حال، وقال مصطفى حديثه لـ (الإنتباهة) ولكنه شدد على ضرورة التوافق على رأي موحد حتى لايحدث إختراق لقضية الشرق، وأشار إلى أن الوالي سيسعى بكافة السبل لضمان استمرار المجموعة التي تؤيده وعدم فقدانها بأي شكل من الأشكال.

سياسة ضغط

إلا أن مراقبين إنتقدوا سياسة الضغط التي ينتهجها البجا في كل مرة للمطالبة بتنفيذ مطالبهم، وأكدوا أن هذه سياسة خاطئة لابد من تغييرها لأنها باتت مكشوفة بإعتبارها ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها البجا للتهديد بالتصعيد وإغلاق الشرق، وأشاروا إلى ضرورة حل الأزمة حتى لاتكون وسيلة في كل فترة وتؤدي إلى تعطيل العمل بإغلاق أهم ميناء رئيسي بالبلاد.

هبة