عقب حسين مفتاح المحلل السياسي، اليوم الأربعاء على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس حول الانسحاب المشروط لقواته من ليبيا، فضلا عن إيقافه رحلات عودة المرتزقة السوريين من ليبيا، قائلا إن التصريحات التركية “مراوغة مكشوفة”.
وأوضح مفتاح في تصريحات صحفية أن تركيا غير صادقة في سحب قواتها التي زجت بها في ليبيا تحت زعم التدريب (القوات النظامية)، أو القتال (المرتزقة السوريون).
وأشار مفتاح إلى أن منهج الإدارة التركية نسخة مماثلة لمنهج تنظيم الإخوان الإرهابي في التلاعب بالمصطلحات واللعب على الأكاذيب، مؤكدًا أن أنقرة لن تعيد قواتها الموجودة في الدولة الليبية، إلا بضغط دولي أو انتفاضة شعبية.
واعتقد مفتاح أنه ربما تثمر الضغوط الدولية خروج القوات التركية، معبرا عن تخوفه من انتشار عدد كبير من عناصر المرتزقة الذين أوفدتهم تركيا إلى ليبيا والتي لا تعترف بهم، محذرًا من محاولات عبور هؤلاء الإرهابيين إلى أوروبا عبر رحلات الهجرة غير الشرعية.
وأكد مفتاح أن توحيد المؤسسة العسكرية الليبية هو صمام الأمان لخروج تلك القوات من ليبيا ونجاح أي تسوية سياسية أو اقتصادية، والعودة بالبلاد إلى المسار الصحيح، مشيرًا إلى أن فشل المسار الأمني يمثل فشلا لكل المسارات الأخرى.
تركيا لن تخرج من ليبيا
في وقت اخر، قال كامل المرعاش المحلل السياسي، إن تركيا لن تخرج من ليبيا دفعة واحدة إلا بعد الحصول على ثمنٍ ما في غاز ونفط شرق المتوسط، مؤكدًا أن أنقرة ستواصل ابتزاز المجتمع الدولي بالملف الليبي.
وأوضح المرعاش في تصريحات صحفية تعقيبا على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس حول الانسحاب المشروط لقواته من الدولة الليبية، فضلا عن إيقافه رحلات عودة المرتزقة السوريين من ليبيا، أنه على الرغم من محاولات أنقرة لابتزاز المجتمع الدولي، فأن تركيا تمهد لسحب قواتها من ليبيا، إذعانًا للضغوط الأمريكية الشديدة التي تواجهها.
وأشار المرعاش إلى أن أردوغان فهم جيدا أن الحكومة الجديدة التي أنتجتها البعثة الأممية تختلف عن حكومة السراج، وأن بداخلها من يناهض الوجود التركي، لافتا إلى أن تركيا فقدت السيطرة التامة على هذه الحكومة، لذا ستنتهج سياسة جديدة، لتجنب مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة وأوروبا التي لا تريد وجودًا عسكريًا تركيًا في الدولة الليبية.
وأضاف المرعاش إن الحكومة الليبية الجديدة أمامها خياران لا ثالث لهما، إما المصالحة الوطنية وإعادة سيادة ليبيا والانفتاح بشكل صادق على التيار المناهض لتواجد تركيا العسكري ونفوذها السياسي في ليبيا، وإما الاستمرار في نهج حكومة الوفاق غير المعتمدة التي عمقت الانقسامات والحروب في ليبيا.