أوضح المحلل والناشط السياسي الليبي عبد الله ميلاد المقري، إن دور إيطاليا في ليبيا قبل عام 2011 كان يسعى لتطوير وتمتين العلاقة مع ليبيا في كل المجالات، ولكن فيما بعد 2011 انقلب شكل هذا الدور الإيطالي إلى تدخل سافر في الشأن الليبي الداخلي.
العلاقات الثنائية ما قبل الثورة
شهدت العلاقات الليبية الإيطالية قبل 2011 في جوانبها السياسية والاقتصادية مراحل مهمة من العمل والتنسيق، ولم تخلى من الفتور وحتى التصادم الا أنها حافظت أكثر على المكاسب الاقتصادية والتبادل والتجارة والاستثمار.
تعاون وصداقة مع إيطاليا
شهدت العلاقة بين ليبيا و إيطاليا تطورا مهما بإبرام اتفاقية التعاون والصداقة بين ليبيا وإيطاليا والذي بموجبه تدفع إيطاليا خمسة مليار دولار أمريكي تستحق عملية الدفع من تاريخ اعتماد التوقيع على هذه الاتفاقية من قبل الطرفين ولمدة خمسة وعشرون سنة قادمة، تعويضا عن الحقبة التاريخية الاستعمارية، وتتضمن هذه الاتفاقية شق طريق سيار مزدوج الاتجاهات من غرب ليبيا إلى شرقها وبموجب ذلك تقوم إيطاليا بالعمل في مجال الاستثمار والمشروعات الإسكانية الجدية ومنح للطلاب الليبيين للتعلم والتدريب والمشاركة في نزرع الألغام المزروعة في الأراضي الليبية.
مساهمة ليبيا
وتطورت العلاقة مما حدى بليبيا المساهمة في شركة الفيات المعروفة بماليزيا ب 15 % إلا انها خرجت ببيع هذه الحصة بثمن مرتفع عندما اشترطت الإدارة الأمريكية على الحكومة الايطالية بقفل العلاقة المشاركة مع ليبيا ضمن أصول ومعاملات هذه الشركة الصناعية الكبرى.
مؤامرة إيطاليا ودول غربية
للأسف الموقف الإيطالي في عام 2011 جاء ضمن المؤامرة الكونية على ليبيا والشعب الليبي ونظامه السياسي الوطني.
حيث تعرضت ليبيا للضغط والتهديد والاغراء والوعيد من قبل القوى الكبرى، وفي مقدمتها إدارة أوباما والرئيس الفرنسي ساركوزي، وبعض القوى الإقليمية ودول عربية .
إيطاليا انحازت لهذه الدول من خلال السماح بجعل مجالها الجوي والبحري منطلقا للعدوان العسكري لتدمير القوة العسكرية الليبية، ودعم الإرهاب بنقل ليبيا إلى دولة فاشلة تديرها منظمات إرهابية في قمة القتل والخطف والتصفية للمواطنين ضمن “ميلشيات الدولة الليبية الفاشلة”والمتنازعة على المال العام بالسرقة والاستنزاف والفساد، وفي الأخير أصبح لإيطاليا دور في هذا العبث وفي هذه الفوضى