تابعت تصريحات صديقنا محمد الفكي عضو مجلس السيادة الإنتقالي الاسبق، حول أقدامهم لتعيين رئيس مجلس الوزراء خلال اسبوعين واستغربت لاطلاعي بما يدور من إجراءات داخل المجلس المركزي للحرية والتغيير حتى قبل ساعتين من انتشار تصريحاته، جاتني شكوك متعددة الاتجاهات، أولها تشككت في صحة التصريح ولكن لمعرفتي بصحيفة سودانتربيون وعزيزنا محمد ناجي اعلمها انها ليست هي بالصحيفة التي يمكن أن تقول عن شي دون تحقق او تختلق خبرا، ومصدر الشك الاخر من التنوير الذي تلقيته عن مجريات الراهن السياسي داخل المركزي فظننت ان من أخبرنا ضللنا او كما يقال (ساقنا بالخلاء)، والثالث ان محمد الفكي نفسه ماعارف حاجة ولا يدري مجريات الامور ويتكلم (سمبلة ساي) على قول أهلنا الاستوائيين، واستبعدت الأخيرة لأنني اعلمه هو ليس كذلك فهو من قيادة التنظيمات المكونة للمركزي ولايمكن لشخص كان في أعلى هرم في الدولة لا يعرف وزن تصريحاته ويتحقق من صحتها ويندفع لجس نبض مصداقيته هكذا.
ولكن بعد اطلاعي على بيان حق والتصريحات المتتالية من عدد اخر ضد تصريحات محمد الفكي ومثلت صوتا يخالفه علمت انه حقيقة يتكلم (سمبلة ساي) ويمكن ان يورط بتصريحه هذا مؤسسته وتحالفه ويبث الشكوك وغيرها من أن هنالك عملا ما يطبخ بعيدا عن دوائر اتخاذ القرار داخل المجلس المركزي وهنالك لوبيهات وغيرها كما جاء في بيان حق ووصفها باختطاف القرار.
كلنا يعلم دور محمد الفكي وأصحابه الذين قاموا بمثل هذه التصريحات العام الماضي والتي تسببت في تخريب العلاقة بين المكون المدني والعسكري وفككت جدار الثقة الهش اصلا، مما قاد الي فض الشراكة في 25 أكتوبر 2021م والذي والتسبب في تهديد الانتقال الديمقراطي وكاد ان يعصف بالسلام وتصفية الثورة في أهدافها الثلاث حرية وسلام وعدالة.
وكنا نعلم تمام العلم ان تصريحاته هو واصدقائه ليست مواقف اتخذتها مؤسساتهم بشكل معلن بل تصريحات فردية شعبوية خاطبت مخاوف الناس من حكم العسكر وحرصهم على الحكم المدني، فبها أجبروا تنظيماتهم على تبنيها رغم انفهم، فقد كنت اتحدث حينها مع بعض القادة في التنظيمات هذه هل هذا التصريحات تمثلكم ويعتبر خطكم السياسي ام هو موقف فردي اتخذه هؤلاء وحرضوا عليكم الجماهير بمخاطبة المخاوف والحرص معا، فاصبحتم ملزمين لاتباعه، ذكر لي كبار بعضهم ان (الجماعة ديل ح يورطونا) حد قولهم وحقيقة قد ورطوا البلد كلها، ودخلنا النفق كلنا لأننا لم نواجههم بالأمس حفاظا على الإنتقال والشراكة كما تم اليوم حفاظا على وحدة المركزي.
ليت من صرحوا اليوم كانوا قد صدحوا بشجاعة في مواجهة رايهم المخالف بالأمس، لكان على الاقل عزلناهم والقموا حجرا في افواهم، أو ذهبوا اكثر بابعادهم وتجريدهم من المواقع التي كانت تتيح لهم الالتباس في معرفة مدى عزلتهم فيما يقولون، فالتضحية بأشخاص من أجل الحفاظ على الإنتقال كان أسمى وأكثر كسبا من الاحتفاظ بهم هكذا، ولكن الخوف والمجاملة والحمية كانت احد الاسباب التي ندفع ثمنها حتى اليوم.
لا أعتقد أنه سيتجرأ اليوم على قول ما ليس متفق عليه لأنه علم ان الرأي الاخر سيكون سيف مسلط عليه وعلى مصداقيته وبل عزلته وعدم تمثيله للجهة التي صرح باسمها.
فليت الصوت الاخر ظل حاضرا من الأمس.
أردول