للكتابة عن الدكتور نافع علي نافع ولا داع للتعريف فالرجل علم ونور وسور . هامة وعلامة . وبالتالي هو يضيف للمواقع والمناصب . ينبت كما إنشقاقة الزرع في عال الصخر ويبرز كالأبطال في المقدمات . ولذا فأسمه حيثما حل أعرب ما ورائه وظل الأسم كالبدايات التي تهب النهايات الطلاقة والوضوح .
قلت والخرطوم يعلوها الدخان والفوضى وتطاول النكرات على الرجال قلت لأحدهم وقد ظن في يوم الرهق العظيم أننا من قوم يبصقون على التواريخ والسير سأمنحك يا هذا ما قوامه تقويما عشر سنوات كاملة _ونافع بالحبوس_ فإن وجدت في ذمة الرجل منقصة او بطرف ثوبة لطخة فساد او تحيز لقبيلة او صعود على غير النزاهة . إن وجدت هذا أشهد حاضري حديثه أني لن أجر بعدها حرفا او أقف في ملأ ورأسي على العلا . وبعد ثلاثة سنوات تشرف على الرابعة أظن انني ربحت الرهان فنافع يواجه مقدوره بجلد وثبات الرجال وأنا رأسي يلامس السماء وقدماي ترتكزان على يقين النصر ولو بعد حين . وصديقي المراهن يلزم الحوائط كلما مددت يدي اليه أصافحه إرتجف من خذلان تجربته البائسه ومستقبله المغروس في الريب والظنون
الدكتور نافع علي نافع من قلة منحت السياسة ميزة المبدئية المطلقة والقناعات المديدة والعطاء الذي أذهب أنضر سنوات العمر في العمل لاجل الله والوطن والشعب . ثلاثية يجمعها البعض في الهتافات والأشعار وأنزلها نافع كالصيب النافع فأحيا بها موات العمل السياسي والتنفيذي فاكسبهما مهابة صار الناس بعده يبكون عليها ويلطمون . كان الرجل قويا وصارما تجاه خصومه هذا صحيح لكنه كان أشد في ذاك على أنصاره . لذا فما مشى الضعف والتراخي وصعود من بهم هذه الملامح إلا بعد ان تنحى وإنصرف الى اخر الصفوف لا يتخطى الرقاب وان فعل ذلك غيره من الناشئين في الحلية وهم في الخصام غير مبينين . نعم إنصرف (نافع) منذ وقت باكر وهذه حقيقة ربما تكشف غرابة أسباب إستهدافه بجملة بلاغات بنهج (الكعب الدائر) ومن سعوا بها يعلمون عوارها من حيث القانون والعدالة وفي هذا تفصيل يقال في وقته وحينه لكن تبقى الحقيقة ان قضيته وغالب او كل من معه لو أنها مضت في مسارات القانون وصحيح تدابير القضاء والنيابة لما تطاول الأمر بهذا المدى الذي يثبت ان الامر حبس لاسباب سياسية ووضعية إحتجاز رهائن لا تتقيد بمهددات سابقة او لاحقة . لذا أطلقوا سراح الحقيقة من قيود التجمل او أطلقوه