في أوائل عام 2016 قال هيثم الحريري المهندس والبرلماني المصري إن على الدولة المصرية التعامل مع عمالها بشكل يليق ويعبر عما ذكره النظام السياسي في حقهم، وألا تعصف بحقوقهم لأنهم ليسوا في معسكر، فهم يعيشوا في دولة بناءها لهم وبهم، وعلى كل عاقل في الدولة المصرية أن يَعي ماهية المواطن ليقم بواجباته بعد أن يحصل على حقوقهم.
كانت هذه بدايات ما عانى من الحريري كثيرًا بسبب تصديه ومواجهته لكل محاولة تقضي على حق المواطن المصري في حياة كريمة بشكل عام، وحق العاملين بالترسانة البحرية بمحافظة الأسكندرية – أبناء دائرته–بشكل خاص، الذين أُحيل منهم 26 عامل بينهم عاملة للمحاكمة العسكرية بسبب مطالبتهم تحسين أوضاعهم المالية وظروف العمل.
“الحريري” واجه الكثير من محاولات الاغتيال المعنوي وكتم الصوت والتجاهل المتعمد في البرلمان، ومع ذلك لم يتوقف، تألم لكنه لم يتخل عن الهدف سعى وظل يسعى لتحقيقه، المواطن دائمًا في حساباته.
تشريعات كثيرة واجهها ووقف أمامها وتصدى لها تخص الصحة والتعليم والعدالة الاجتماعية، فكسب ما استطاع لصالح المواطن، ولم يصمت ويتوقف لكسب المزيد، حتى إنه في الانتخابات الحالية التي انتهت بمحافظته مازال يواجه طوفان للنيل منه وإبعاده، ففشلت المحاولة ومازالت فرصته في الوجود قائمة في الإعادة المقررة أواخر نوفمبر المقبل.
أما الكاتب الصحفي أحمد الطنطاوي والبرلماني المعروف بما قاله أمام رئيس مجلس النواب المصري المنتهية ولايته الدكتور علي عبد العال، ومشاداته المنطقية المتكررة وحديثه المستمر عن ضوابط كل الأمور التي يتناولها البرلمان من تشريعات لا تهتم بالمواطن وحقوقه.
“الطنطاوي” الذي قال إن تعديل الدستور جريمة، وإنه لا يحب الرئيس ولا يثق في أدائه على مرأى ومسمع الجميع تحت قبة البرلمان المصري، تم القبض على عدد من معاونيه في قضية معروفة إعلاميًا في مصر “تحالف الأمل” ومن بينهم عامل لديه بمكتبه الخاص في محافظة كفر الشيخ. كل ذلك وأكثر جرى معه لأنه لم يقرر أن يتراجع ويصمت قليلًا عن الحديث والدفاع والوقوف أمام ما يخص حقوق المواطنين وطموحاتهم.
“الطنطاوي” الذي جمع توقيعات ضد اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، استطاع أن يشكل رأيًا عامًا ضدها تحت قبة البرلمان دون تراجع. توقيعات كان من بينها نواب ينتمون لقائمة تحالف دعم مصر وقتذاك الموالي للسلطة والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
جمعتني به الصدفة أمام وزارة الأوقاف حاملًا أوراق للموافقة على توفير “سجاد” وأجهزة صوت جديدة لأحد مساجد القرى التابعة لمحافظته ودائرته الانتخابية، رغم أنها خطوة إدارية بسيطة لكن مندوبوه لم يستطيعوا القيام بها، فتوجه للوزارة لإنجازها، بالإضافة إلى طلبات ومشكلات عديدة خاصة بقطاع الصحة وأخرى كثيرة خاصة بشئون كثيرين وثقوا به ووضعوا طموحاتهم وآمالهم في حياة كريمة عادلة بين يديه وفي عنقه.
الكثير من الروايات والأحداث والمواقف والنجاحات التي حققها النائبان “الطنطاوي والحريري” والمحاولات التي لم تسفر عن نتائج مرضية لأبناء دوائرهم الانتخابية والمصريين عمومًا، لا يكفي مقال أو نشرات دورية أو صحف مخصصة لهما لعرضها ، لكن التاريخ والكتب والنتائج والناس هم الذين بقوا أمامهم وزملائهم في التكتل البرلماني الذين أسسوه تحت اسم “25-30”.
الآن وهما يواجهان حملة شرسة حتى يخرجا من البرلمان ويواجها مصيرًا غامضًا بعد تحقق ذلك، لا يحتاجا إلا التأكيد على أن الديمقراطية التي تحدَّا قوى عديدة وعاتية في الدولة المصرية للحفاظ عليها مازالت قائمة رغم الألم، وأن المواطن الذي خرج للمطالبة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية في ثورة 25 يناير، مازالت لديه القدرة على المحاولة والتغيير، في أحلك الظروف وأصعب الأزمات، حتى لو كانت صناديق الانتخابات نتائج فرزها معروفة مُسبقًا.
لمعرفة المزيد
رابط صفحة النائب أحمد الطنطاوي على فيسبوك
https://www.facebook.com/Ahmed.Altantawy.Official/
رابط صفحة النائب هيثم الحريري على فيسبوك
https://www.facebook.com/H.Elhariri/