تعد منطقة قبقبة ، الشهيرة في ولاية نهر النيل بالسودان، بإحتضان جوفها على معدن الذهب بكثافة ، ما أدى كثير من الشباب إلى الهجرة إليها ، بحثاً عن الثراء الجاذب ، وحبا في المعدن الأصفر ، وبذلك تصبح المنطقة الأولى ،من حيث إنتاج الذهب عبر التعدين الأهلي في البلاد ، وارتفعت نسبة الباحثين عن الذهب ، نحو ثلاثة ملايين سوداني ، جاءؤ من مختلف أنحاء البلاد ، هناك من لا يمتلك التكنلوجيا اللازمة والأدوات للعمل ، والبعض لديه الخبره من كثرة عمله في التعدين ، ولكن سرعان ماتواجههم مشاكل لا حصر عنها ، تنطبق في معاناة مناطق التعدين الأهلي لإهمال تام، إذ لا توجد خدمات طوارئ طبية، ويتعرض كثير من المعدنيين لإصابات خطيرة أثناء العمل، أو حوادث بسبب المعدات لعدم وجود أدوات السلامة ، وانزلاقات داخل ابيار الحفر ، وهدم الآبار عليهم وهم داخلها ، وأيضا اصابات جراء لدغات العقارب والأفاعي ، وغيرها من الحيوانات المفترسة ، التي تجوب بعض مناطق التعدين الجبلية ، كما يعانون أيضا ، من حوادث كثيرة بسبب النزاعات أو السرقة ، أو الصدامات حول المناطق ، حيث يقع التعدين بين المعدنيين، أو بين المعدنيين وشركات نالت حقوق التعدين في تلك المناطق ، وأكثر ما يعاني منه الطرفين ، هو مخلفات التعدين أو ما يعرف ب الخوالف ، وبما أن المنطقة تحوي على كميات كبيرة من الذهب ، فإن مخلفاتها وشوائبها كبيره جدا ، تصل إلى نحو 98 ٪ من المخلفات ، ما يسبب أضراراً كبيرة على البيئة ، عن طريق إطلاق المعادن السامة كالزئبق ، وأيضا يتسبب في الأضرار الصحية الخطيرة ، بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن التعرض للزئبق يشكّل خطرا على الأجهزة العصبية ، والهضمية والمناعة لدى الإنسان، وقد يكون قاتلاً ، وقد عاني النساء في منطقة بانت بالقرب من قبقبه، من حالات إجهاض متكرر ، وأيضاً ولادة أطفال مشوهين ، وإصابة كثير من الأطفال بالشلل ، وعدم قدرتهم على الحركة ، بسبب تخلص المعدنيين من مخلفات الذهب في منطقتهم . وهذا العمل يحتاج إلى متخصصين ، وتعامل محدد وجدي ، ويجب أن يتم ذلك بعيدا عن أماكن السكن ومصادر المياه .