حذّر ناشطون وحقوقيون من ضياع جيل كامل من الأطفال، وذلك في مخيم الحسينية بدمشق للاجئين الفلسطينيين ، نتيجة الآثار التي خلفتها الحرب.
وذكر مصدر من المكتب الإعلامي لـ “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية” لمصادر، أن على المنظمات الدولية ووكالة الأونروا، وكافة الجهات المعنية بحقوق الطفل، التحرك لإنقاذ أطفال مخيم الحسينية بدمشق من حالة التشرد والضياع التي يعيشونها، مبينا أن الأهالي يناشدون تلك المنظمات أيضا للتحرك.
وأوضح مصادر أن الظروف المأساوية التي خلفتها الحرب، دفعت بمئات الأسر إلى إرسال أبنائها الذين هم دون السن القانوني إلى سوق العمل.
وأضاف أن ذلك يرجع لعدة أسباب وأهمها: غياب رب الأسرة بسبب الاعتقال أو الوفاة أو الاختفاء القسري، الفقر وارتفاع تكاليف المعيشة وانخفاض الأجور، عدم قدرة رب الأسرة على تلبية متطلباتها الأساسية، وعدم قدرته على تحمل تكاليف دراسة كل الأبناء.
الأطفال يدفعوا ثمن الحرب
وأكد المصادر أن هؤلاء الأطفال دفعوا ثمن الحرب التي شنها النظام السوري قتلت ويتمت وشردت المئات منهم، وحرمتهم من عائلتهم وحقوقهم في العيش بأمان وممارسة حياتهم الطبيعية، وتركت آثاراً صحية ونفسية واجتماعية عميقة مدمرة في دواخلهم.
وأشار إلى أن “ما زاد من معاناة الأطفال، إضافة إلى استمرار الواقع المأساوي واستمرار الصراع الدائر في سوريا، هو ازدياد الفقر والبطالة ودخولهم عالم الضياع والتشرد”.
بشكل عام ما يزال المخيم حتى الآن يعاني مشاكل وصعوبة في التأقلم مع الوضع الحالي، ومن المشاكل أيضا التي عانها سكان المخيم سرقة العديد من المنازل خلال غيابهم عن منازلهم في أوقات غيابهم، وعدم قدرة أصحابها على تعويض المسروقات بسبب غلاء الأسعار وقلة المدخول المالي، مع وجود أبنية مدمرة، وتعد سيطرة المظاهر العسكرية على المخيم منتشرة بشكل كبير داخل المخيم.
وتعاني غالبية المخيمات التي يقطنها اللاجئون الفلسطينيون وغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، من التهميش خاصة على صعيد الأمور المعيشية والخدمية، وسط عدم توفر الخدمات الأساسية واستمرار انقطاع المياه والكهرباء لفترات زمنية طويلة، وعدم توفر مادتي الغاز والمازوت، وانتشار البطالة وقلة فرص العمل، وغيرها من الأزمات والمشاكل الحياتية اليومية، بالتزامن مع حالة التضييق الأمني الممارسة على المخيم من قبل القوى المسيطرة هناك.