وسط ظلام الليل، كان عشرات المدنيين يغادرون السفينة التي أقلتهم من السودان إلى مدينة جدة الساحلية في السعودية، وقد بدوا منهكين… وروى بعضهم لوكالة الصحافة الفرنسية، لحظات القلق والتوتر والمخاطر التي مرّوا بها في رحلة إجلائهم من البلاد التي اشتعلت فجأة بحرب دامية قبل أكثر من 10 أيام، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
في قاعدة الملك فيصل على البحر الأحمر، رست السفينة التابعة لسلاح البحرية السعودي ليل الاثنين – الثلاثاء. بين الخارجين منها، نساء مسنات على كراسي متحركة، وأطفال نائمون على أذرع والديهم، وأشخاص حملوا حقائب ممتلئة بما قرّروا أخذه معهم عندما قرّروا الهروب من المعارك والضربات الجويّة وتضاؤل المواد الغذائية والتموينية والسيولة. وبلغ عدد الواصلين نحو مائتين، في ثاني رحلة من نوعها خلال الأيام الأخيرة، ينتمون إلى 14 دولة.
وقال اللبناني سهيب عائشة الذي يدير مصنع بلاستيك في السودان منذ أكثر من 10 سنوات: «الحمد لله ربّ العالمين، خرجنا سالمين بعد أن قطعنا طريقاً طويلة من الخرطوم إلى مدينة بورتسودان استغرق نحو 10 أو 11 ساعة». وروى سهيب وهو يحمل طفلته، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن رحلة السفينة «من بورتسودان إلى جدّة استغرقت بحدود 20 ساعة».
وقالت امرأة لبنانية رفضت الكشف عن اسمها: «كان هناك كثير من اللحظات الصعبة، شعرنا خلالها بالخوف والتوتر والقلق». وأضافت: «لم نكن ننام ولا نأكل ولا نشرب. لقد عشنا أياماً صعبة».
وأدى القتال إلى مقتل 427 شخصاً على الأقل وإصابة نحو 4 آلاف بجروح، وفق وكالات الأمم المتحدة، ووضع نظام الرعاية الصحية تحت ضغط هائل للتعامل مع حصيلة متزايدة من الضحايا. ويواجه كثرٌ حالياً نقصاً حاداً في المياه والغذاء والأدوية والوقود، إضافة إلى انقطاع الكهرباء والإنترنت.