كتب امجد فريد المستشار السابق لرئيس الوزراء المستقيل عبدالله حمدوك تزعم بعض دوائر الحرية والتغيير انها ترغب في الاستفادة من النفوذ الطائفي التاريخي للحزب الاتحادي وطائفة الختمية لضمان استقرار الفترة الانتقالية، وخصوصا في شرق السودان. ولكن بصحة هذا الافتراض الذي يستند الي تاريخ قديم قد لا يكون صحيحاً في يومنا هذا، فان هذا النفوذ لا يملكه الطرف الذي تتحالف معه الحرية والتغيير (محمد الحسن/ابراهيم)، بل هو في الجانب الاخر الذي يقوده جعفر بتكليف من والده ، وفهم ما يحدث يتطلب العودة للأساسيات ومحاولة فك خيوط تعقيدات العملية السياسية الحالية.
اولا، انا ازعم -ويعلم غيري كثيرون مدى صحة هذا الزعم- ان عملية التسوية السياسية التي تجري الان هي تقوم اساساً بالاستناد الي صفقة تمت بين قائد الدعم السريع حميدتي وقيادات الحرية والتغيير، تضمن لكل منهما بعض المكاسب السياسية والتطمينات في المرحلة القادمة ، ويشهد على ذلك ترحيب حميدتي بالوثيقة الدستورية فور الاعلان عنها وقبل حتى الاطلاع عليها على حسب تصريحه ، ومفتاح الاجابة هنا هي طه عثمان الحسين الذي يرتبط بصلات وثيقة مع الطائفة الختمية التي ينتمي اليها وبصلات نسب مباشرة مع ابراهيم الميرغني. ويبدو ان جزء من تفاهمات حميدتي مع قيادات الحرية والتغيير هو في تأمين عودة طه الحسين الي المشهد السياسي عبر عودة ابراهيم وجناحه ، ولا ننسى ان ابراهيم الميرغني ذات نفسه هو وزير الاتصالات في حكومة البشير الاخيرة والتي تلتها ، وكل هذا يبدو متسقًا مع طبيعة الصفقة التي تتم.