بالرغم من نفي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، المتكرر من أن تكون روسيا تدعم عسكرياً ميليشيات حفتر في ليبيا إلا أن هناك جهات دائماً ما تسعى إلى إثبات هذا الوجود الروسي.
يدعي البعض وجود عشرات الأدلة التي تأكد تلقي مليشيات حفتر أسلحة روسية متطورة أبرزها منظومة بانتسير الدفاعية وأنظمة تشويش إلكتروني، هذا بالإضافة إلى مزاعمهم إلى وجود مرتزقة (فاغنر) والدعم السياسي الدولي الذي تقدمه روسيا لحفتر، رغم أن روسيا دائماً ما تتفادى إعلان إنحيازها لأي من الأطراف بشكل صريح وتكتفي بعرض فكرة المصالحة بين أطراف النزاع.
حكومة الوفاق الوطني والتي تدعمها قطر وتركيا، ما تنفك تتهم روسيا بالتدخل في الشأن الليبي. وحدث مؤخراً أن زعمت جهات تتبع لحكومة الوفاق بوجود قناصة روس في العاصمة الليبية طرابلس، معللين ذلك بنشر مقطع فيديو وصورٍ لرجل مقتول، كان يحمل حقيبة ظهر ومتعلقات شخصية معه. مع الإشارة إلى أنه روسي الجنسية لأنه كان يرتدي بذلة عسكرية روسية. وبالرغم من أن ملابسات حادثة القتل هذه غريبة بعض الشئ، فالبذلة والخوذة التي كان يرتديها القتيل كانتا جديدتان وكأن أحدهم ألبسها للجثة بعد وفاتها، ألا أن المقاطع لاقت قبولاً واسعاً في مواقع التواصل الإجتماعي وهذا ما تريده الأطراف التي تعادي روسيا.
الأمر أشبه (بحرب معلوماتية) موجهة ضد جيش الوطني الليبي الحكومة الروسية التي لم تمل من تكرار دعواتها للأطراف الليبية إلى وقف “التصعيد وتجنب إراقة الدماء”، وضرورة الانخراط في حوار سياسي يفضي لإيجاد صيغ لحل الأزمة بشكل سلمي.
التحامل على روسيا
ما يدعو للتساؤل هو لماذ تركز بعض الجهات على إثبات المساعي الروسية للتواجد في ليبيا وتتغاضي النظر عن التدخل التركي الصريح في البلاد. البعض عزا المسألة لتعقيد المشهد السياسي الدولي لمراهنات تتعلق بإستمرار الإسلاميين في الحكم، و لربما يتزامن هذا مع مصالح أمريكا التي لديها إشكالات ازلية مع روسيا.
فالبرغم من نفي السلطات الروسية استخدام متعاقدين عسكريين في أي ساحة قتال خارجية مؤكدة أن أي مدنيين روس يقاتلون في الخارج هم متطوعون، كما نفى الجيش الوطني الليبي من جانبه تلقي أي دعم أجنبي، إلا أن كل من يتابع المشهد السياسي الآن يمكنه أن يلحظ المساعي الأمريكية لإثبات التدخل الروسي دون أي دليل واضح.
فقد سبق وأن استنكر بعض الخبراء أن يكون الحديث عن وجود مقاتلين شركة (فاغنر) الروسية دليلاً شافياً على دعم روسيا للخليفة حفتر. فقد اكدت عدة مصادر في عدة مناسبات تورط شركات أمن أميركية عبر الإمارات، مثل (بلاك ووتر)، في دعم حفتر، وكشفت عن قواعد إماراتية ووجود فرنسي، فهل يشكل هذا دعماً رسمياً معلناً لحفتر من هذه الدول.