بعد إطلاق طهران بنجاح أول قمر صناعي عسكري أمس، أوضحت أوساط إيرانية أن بلدهم أصبح قريبا من صناعة الصواريخ العابرة للقارات بعد غزوه الفضاء، وأنه حيّد “عامل المفاجئة” في أي عملية عسكرية محتملة ضده.
خطوة فضائية توفر قيمة إستراتيجية مضافة لإيران، وفق القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي في طهران الذي حدد مهمة القمر العسكري الجديد في “جمع المعلومات الاستخبارية”، مؤكدا أنه أصبح بإمكان بلاده أن تنظر للعالم من الفضاء.
وأعلن قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زادة انضمام طهران إلى نادي القوى التي تمتلك صواريخ حاملة للأقمار الصناعية تستخدم وقودا سائلا وصلبا في محركاتها، قائلا إن الوجود في الفضاء بالنسبة لإيران ليس اختيارا وإنما ضرورة.
الاقتراب من المحظور
وعلى وقع اتهامات واشنطن لطهران باستغلال برنامجها الفضائي لتطوير صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية، نفى الباحث الإيراني في الشؤون العسكرية مهدي بختياري أن تكون بلاده تسعى لصناعة هذه النوعية من الصواريخ.
وأكد في حديثه للجزيرة نت أن طهران أصبحت بعد غزوها الفضاء قريبة من صناعة الصواريخ العابرة للقارات، لكنها لا تسعى إليها لعدم حاجتها لها، وأن العقيدة العسكرية الإيرانية تحدد 2000 كيلومتر كأبعد مدى لصواريخها الباليستية في الوقت الراهن.
وكشف أن صاروخ “قاصد” أطلق في مهمته الأخيرة من على منصة متحركة، مما يعني أن طهران قادرة على تغيير محل إطلاقه بشكل مستمر، مؤكدا أنه تم استخدام محرك “سلمان” الإستراتيجي في صاروخ “راصد” الذي حمل “قمر نور1” للفضاء.
واعتبر بختياري استقرار “قمر نور1” في مداره المنخفض من سطح الأرض، أنه طفرة نوعية لي طهران في مجال جمع المعلومات لا سيما العسكرية منها والحروب الاستخبارية، وتوقع أن تشكل التجربة قفزة في مسيرة تطوير البرنامج الفضائي الإيراني.
تحييد المفاجأة
وأَضاف أن “الأجيال الجديدة من الأقمار العسكرية الإيرانية ستبصر النور خلال الفترة المقبلة دون أدنى شك”، مؤكدا أن القوات الجوفضائية الإيرانية سبق أن حددت بلوغ المدارات العالية غايتها القصوى نظرا إلى أهمية الأقمار العسكرية ودورها في الحروب المستقبلية.
من جانبه رأى الدبلوماسي الإيراني السابق أمير موسوي أن بلاده حيّدت “عنصر المفاجأة” في أي عملية عسكرية محتملة ضدها، موضحا أن هذا الإنجاز فاجأ أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية التي تدعي أنها ترصد جميع التحركات في إيران.
وشدد على أن منظومة الصناعات العسكرية لا تكتمل إلا بدعم معلوماتي عبر الفضاء، وأن طهران قد بدأت برصد جميع التحركات العسكرية وغير العسكرية على الأرض لا سيما ما تقوم به القوات الأميركية.
المصدر وكشف أن طهران استفادت من أصدقائها في العراق وسوريا على الأرض في ضرب معاقل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في دير الزور السورية عام 2017 عبر طائرات مسيرة، مشيرا إلى أن “قمر نور1” يُمكّن الطائرات المسيّرة الإيرانية من ضرب أي هدف دون الاعتماد على المعلومات من الأرض.