منذ اللحظات الأولى لإعلان السودان و”إسرائيل” تطبيع العلاقات الكاملة بينهما برعاية أمريكية، تصدر القطاع الزراعي بنود الاتفاق المعلن، وهو ما يعكس رغبة إسرائيل في مد يدها للقطاع الزراعي في هذه البلاد التي تعد السلة الغذائية للدول العربية، واستغلال ثروتها ، وبرز خلال الاتفاق الموافقة على “بدء علاقات اقتصادية وتجارية مع التركيز مبدئياً على الزراعة” ، في مقابل أن تعمل واشنطن مع شركاء دوليين لتخفيف أعباء ديون السودان ، وبدأت الان الوفود الإسرائيلية والأمريكية بالاجتماع مع سودانيين ، للتفاوض بشأن مشروع الجزيرة اكبر مشروع زراعي بالسودان والتفاوض بشأن الزراعه في عدة مناطق وولايات، وفيه أكثر من 280 مليون فدان (الفدان يساوي 4200 متر مربع) (85 مليون هكتار)، من الأراضي الصالحة للزراعة، وأكثر من 100 مليون رأس من الماشية ، ويعكس تركيز “إسرائيل” على الزراعة في السودان، أكثر من أي بند آخر، رغم أن الاتفاق بمجمله سياسي، وجود أطماع لديها في استغلال تلك البلاد الخصبة في تحقيق مصالح اقتصادية بالدرجة الأولى ، و يعد السودان ، السلة الغذائية للعالم العربي، لذا سيستغل الاحتلال الإسرائيلي ذلك لتحقيق مصالح خاصة به، دون تحقيق أي استفادة كبيرة لأهل السودان، حيث سيمارس الخداع عليه ، وسبق أن أقام الاحتلال الإسرائيلي، بمعاونة أمريكية ، عدة مشاريع زراعية في دول أفريقية، ولكن لم يستفد منها أهلها أو حكوماتها، ولم تدعم اقتصادها كما يدعي الآن من خلال اتفاقه مع السودان، لذا المتوقع عدم استفادة السودان من أي مشاريع إسرائيلية ، وهذا الاتفاق سيثبت أقدام إسرائيل لنهب ثروات السودان كاملة .