قُتل شخصان على الأقل الثلاثاء في تظاهرات متفرقة في نجامينا وفي جنوب تشاد ضد المجلس العسكري الذي تولّى الحكم عقب وفاة الرئيس إدريس ديبي إتنو قبل أسبوع، وفق ما أعلنت النيابة العامة.
وأكد المدعي العام علي كولا ابراهيم في ثاني مدن تشاد على بعد حوالى 400 كلم نحو جنوب نجامينا، لوكالة فرانس برس عبر الهاتف أن “سقط قتيل في موندو صباحاً في تظاهرات، لم نعرف بعد الظروف المحددة للوفاة، إنه شاب يبلغ 21 عاماً”.
وأكد مسؤول كبير مكلف وسائل الإعلام الرسمية في موندو أحمد مالوم لفرانس برس أن “طالباً رمى حجراً على سيارة للشرطة والشرطة أطلقت رصاصة حيةّ وقُتل الطالب على الفور”.
في العاصمة نجامينا، فرّقت الشرطة بالغاز المسيّل للدموع تجمّعات متفرقة في بداياتها ضمت عشرات الأشخاص أحرق بعضهم الإطارات، بحسب صحافيين في وكالة فرانس برس.
وقال مدعي نجامينا يوسوف توم لفرانس برس عبر الهاتف إن “المتظاهرين هاجموا حافلةً في حيّ ديمبي. بعض الركاب فرّوا لكن امرأة بقيت وقُتلت على أيدي المتظاهرين”.
– “سئمنا من الحكم الملكي” –
تأتي هذه التجمّعات تلبية لدعوات أحزاب معارضة عدة ومنظمات من المجتمع المدني ضد تولي مجلس عسكري انتقالي الحكم يديره نجل الرئيس إدريس ديبي، محمد إدريس ديبي ويضم 14 جنرالاً آخر كانوا أوفياء لوالده.
وتقول المعارضة والمجتمع المدني إن المجلس العسكري الانتقالي هو “هيئة غير قانونية وغير شرعية باركتها فرنسا، وتظن أن بوسعها فرض دكتاتورية عسكرية جديدة على التشاديين”. وطلب “الوفاق التشادي لحقوق الإنسان” الاثنين من ناشطيه “محبّي السلام والعدالة الخروج بشكل حاشد” للتظاهر الثلاثاء.
وحظر العسكريون الحاكمون هذه التجمّعات الاثنين، التي “من شأنها أن تبلبل النظام العام”، على حدّ تعبيرهم.
وقالت التشادية سارة لوكالة فرانس برس “سئمنا سئمنا سئمنا من الحكم الملكي في تشاد”. خلفها، وصل شباب يركضون ويهتفون “شرطة، شرطة”. ومع اقتراب شاحنة صغيرة لقوات الأمن، فرّ المتظاهرون العشرون راكضين.
وفي الصباح الباكر، كانت هناك آثار حرق إطارات على الإسفلت في وقت كانت لا تزال إطارات أخرى مشتعلة، وسُمع دوي قنابل الغاز المسيّل للدموع في أماكن عدة.
في حيّ واليا في جنوب العاصمة، تعرض متظاهر للضرب المبرح على أيدي قوات الأمن، وفق ما أفاد صحافيون في فرانس برس.
في 20 نيسان/أبريل، تولّى أحد أبناء إدريس ديبي ويبلغ 37 عاماً، الحكم على رأس مجلس عسكري موقت، غداة موت والده في معارك مع المتمردين في شمال البلاد، بحسب الجيش.
ألغى المجلس العسكري الدستور وحلّ الحكومة والبرلمان، لكن الجنرال محمد إدريس ديبي، وعد بإجراء “انتخابات حرّة وديموقراطية” خلال 18 شهراً. وتولى منصب رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للجيوش.
في 11 نيسان/أبريل، يوم الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها ديبي بحصوله على 79,32% من الأصوات بحسب اللجنة الانتخابية، بدأ هجوم شنّته “جبهة التناوب والوفاق في تشاد” (فاكت) إحدى المجموعات المتمردة الكثيرة ضد النظام الذي أداره ديبي طيلة 30 عامًا.
ويؤكد المجلس العسكري أن المتمردين قتلوا ديبي أثناء توليه إدارة المعارك شخصياً في شمال البلاد.