أهم الأخبار
أخر الأخبار

من البديل الفوري؟


د. أحمد عيسى محمود

مقطع فيديو متداول لدكتورة مروة جبريل تهتف فيه ضد حكومة الجوع وقتها (الإنقاذ). واليوم والدها هو الجوع بعينه يمشي بين الناس. ماذا هي قائلة؟ هل بمقدورها أن تهتف اليوم (حكومة بابا تسقط بس؟). خالد سلك أيام كان معارض في مخاطبة ثورية: (الناس ديل رفعوا الأسعار لأنهم حرامية. الناس ديل رفعوا الأسعار عشان عندهم حروب ودايرين يسلحوا بيها ناسهم. من الليلة الزيادات دي نقيف ضدها). ولا نريد منه إجابة على ذلك النضال الكذوب. بقدر ما نقول له: (أي ضمير تحمله أنت أيها المناضل المأجور في ظل هذه الكارثة المعيشية الماثلة وأنت تصين منزلك بالمليارات؟). وهذا قليل من كثير من نضال معارضي الأمس حكام اليوم. ولا يفوتنا أن نقف على الحلول العبقرية للأزمة الحالية. وزير المالية يبشر الأمة السودانية بقوله: (أرجأنا رفع الدعم عن القمح والفيرنس وغاز الطبخ). أي عما قريب سوف يرفع الدعم عنها (في البير وقع عليه الفيل). وهذا مصداق لتصريح له حيث أكد بأنه مستمر في سياسات التحرير الاقتصادي (مبروك). ووزير الطاقة من الصراحة بمكان لقوله: (تسعيرة جديدة للوقود شهريا في السودان). والمضحك في الأمر أن وزير المالية يناشد المواطنين بعدم التعامل والتعاون مع تجار العملة والمضاربين بالسوق الأسود. ونسي أن المضاربين هم الحكومة نفسها. وقريبا من ذلك في تبريره لزيادة أسعار المحروقات وزير التجارة إبراهيم الشيخ رئيس لجنة تحرير الأسعار قال: (أبشركم رغم زيادة سعر الوقود لازلنا نحن الأرخص في أسعار الوقود بين ٤٢ دولة في العالم). وليته راجع تصريحاته وهو معارض. والله لو كان عنده أدنى مثقال ذرة من حياء لتقدم باستقالته فورا. ولكن المصالح مقدمة على المواقف عند هذا السنبلي. ونتيجة ذلك الخلل ظهرت مجموعات مسلحة بالسواطير تهاجم المنازل في شمبات وكافوري. وهذا نتاج طبيعي وسوف تتوسع دائرة الإنفلات الأمني. وتعقبها الطامة الكبرى (انهيار الدولة). ولكن بالنظر للأزمة بعين البصيرة. واستفادة من التجارب. من البديل لهذه الحكومة المشؤومة التي فقدت صلاحية الاستمرار تماما؟. في تقديرنا أن المصالحة الشاملة المفضية لحكومة كفاءات وطنية خير ترياق للعلة. وهي محتاجة لقرار شجاع من كل ذي نخوة سودانية وبصيرة عقلانية وغيرة وطنية من قيادات قحت (ما أظنه موجود). أو تحمل الجيش للمسؤولية. ومن ثم قيام الإنتخابات المبكرة التي يتحمل فيها الشعب تبعات اختياره بدلا من الديكتاتورية الحالية. عليه نناشد الجميع التحلي بالموضوعية والعقلانية للبحث عن الحلول المقبولة فورا. لأن الأمر ما عاد يقبل أنصاف الحلول أو التأخير. وخلاف ذلك الضياع.
الجمعة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons