دعا بابا الفاتيكان فرانسيس، الجمعة، العراقيين إلى التصدي للفساد ووقف العنف والتطرف والتحزب.
جاء ذلك في كلمة خلال حفل استقبال رسمي بالقصر الرئاسي في بغداد.
وقال فرانسيس مخاطبا العراقيين: “أضم صوتي إلى صوت أصحاب النوايا الحسنة لبناء المجتمع، فأنتم مدعوون إلى تعزيز روح التضامن الأخوي، والتصدي لآفة الفساد واستغلال السلطة، وكل ما هو غير شرعي، ويجب تعزيز العدالة والنزاهة”.
وأضاف: “أدعو إلى تبني حوار ديني لتعزيز التضامن بين الشعوب”، مؤكدا أن “الديانات يجب أن تكون في خدمة السلام والأخوة”.
وتابع: “الله يصغي دائما إلينا، وعلينا أن نصغي إليه، فلتصمت الأسلحة، وليتم وضع حد لانتشارها هنا وهناك، ولتتوقف المصالح الخاصة، ولنسمع صوت من يدعو إلى السلام، فكفى عنفا وتطرفا وتحزبا”.
ويعاني العراق آفات عدة أبرزها الفساد في الإدارات الحكومية والعنف وانتشار السلاح بين أيدي جماعات خارج سيطرة الدولة.
فيما تعهدت الحكومة الحالية بقيادة مصطفى الكاظمي، أكثر من مرة، بالقضاء على الفساد ونزع السلاح غير الشرعي.
واعتبر البابا فرانسيس أن “التنوع الديني والثقافي والعرقي، الذي يميز المجتمع العراقي، هو مورد ثمين نستمد منه العبر”، مؤكدا أن “التعايش الصادق يحتاج إلى حوار صادق محمي بالعدل والقانون”.
من جهته، قال الرئيس العراقي برهم صالح، في كلمته، إن “العراقيين يفتخرون بأنهم حراس الكنائس والمدافعون عنها”، لافتا إلى أن “المسيحيين (في العراق) مروا بسنوات عصيبة دفعتهم إلى الهجرة”.
ودعا صالح إلى “تأسيس منتدى للحوار (بين الأديان) يضم الأزهر والفاتيكان ومرجعية النجف جنوبي العراق”، مشددا على ضرورة “مواصلة العمل لمكافحة التطرف والإرهاب”.
وتابع أن “مسيحيي الشرق الأوسط والعراق هم أهل هذه الأرض، ووقفوا إلى جنب إخوانهم لمواجهة شتى التحديات”.
وحذر من أن “هجرة المسيحيين إلى جانب مكونات دينية وقومية من بلدان المنطقة ستكون عواقبه وخيمة على قيم التعددية والتسامح”.
وكان العراق يحتضن نحو مليوني مسيحي أغلبهم في العاصمة بغداد قبل الاحتلال الأمريكي عام 2003.
وفي 2017، كشف النائب المسيحي بالبرلمان جوزيف سليف، أن نحو مليون ونصف مسيحي غادروا العراق بسبب الحرب الداخلية وأحداث الإرهاب.
ووصل بابا الفاتيكان فرانسيس، الجمعة، إلى بغداد، في زيارة تاريخية للعراق تستمر 4 أيام.
وتشمل الزيارة محطات عدة، بينها زيارة مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة، ومحافظات ذي قار ونينوى وأربيل، فضلا عن لقاء المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني.